وسط أجواء قاسية تخيم على المنطقة، يعبر آلاف اللاجئين السودانيين الحدود نحو ليبيا، حاملين قصصًا من المعاناة والأمل. مع تضاعف أعداد الوافدين، يتجدد الحديث عن دور المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية في مواجهة الأزمة.
منذ اندلاع الصراع في السودان، باتت الهجرة الجماعية مشهدًا مألوفًا. أرقام المفوضية تشير إلى أن حوالي 400 لاجئ سوداني يعبرون الحدود يوميًا باتجاه ليبيا. هؤلاء يفرون من جحيم الحرب بحثًا عن الأمان، لكنهم يجدون أنفسهم في بيئة معقدة تتسم بضغوط اقتصادية واجتماعية هائلة.
تقع الكفرة على رأس قائمة المناطق التي تستقبل اللاجئين، حيث تتحول إلى نقطة حياة حاسمة تقدم المفوضية السامية فيها المساعدات الطارئة. تتنوع هذه المساعدات بين توفير الغذاء والرعاية الصحية، وصولًا إلى تحسين الظروف المعيشية عبر توزيع الإمدادات الأساسية مثل البطانيات والملابس الشتوية.
تشهد المناطق النائية مثل الكفرة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المواد الغذائية بنسبة 19% مقارنة بالمتوسط الوطني. هذا الارتفاع لا يعود فقط لزيادة الطلب، بل يتفاقم نتيجة تعطل سلاسل الإمدادات ونقص الوقود، مما يزيد الضغط على اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء.
في ظل هذه الظروف، دعت المفوضية السامية المجتمع الدولي إلى توفير دعم مالي حاسم. تقدر المفوضية أن هناك حاجة إلى 22 مليون دولار لتلبية احتياجات حوالي 449 ألف لاجئ ومجتمع مضيف بحلول نهاية عام 2025.
تؤكد كلمات أسير المدائن، رئيس بعثة المفوضية في ليبيا، أن “اللاجئين في ليبيا عانوا مصاعب جمة، ومع بداية عام جديد، ينبغي أن نتحرك سريعًا لتخفيف معاناتهم.” هذه الكلمات تختصر الضرورة الملحة للتحرك، حيث يمثل اللاجئون القادمون من السودان واجبًا إنسانيًا عالميًا.
إن تجاهل هذه الأزمة لا يعني فقط تعميق المعاناة الإنسانية، بل يهدد أيضًا استقرار المناطق الحدودية. ليبيا، المثقلة بأزماتها الداخلية، تجد نفسها أمام مسؤولية دولية أكبر تتطلب تعاونًا عالميًا لتعزيز جهودها الإنسانية.
مع استمرار تدفق اللاجئين وزيادة الاحتياجات، يبقى السؤال: هل سيستجيب العالم للدعوة قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية شاملة؟