ليبيا الان

عبد العاطي: تعاون إقليمي لضمان وحدة ليبيا وسوريا

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في وقت يشهد العالم تغيرات جذرية في موازين القوى الإقليمية، يتقدم بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، بمواقف تعكس استراتيجية مصرية تتسم بالمرونة والفعالية. فخلال مؤتمره الصحفي مع نظيره النيجيري يوسف توجار، أكد عبد العاطي على توافق البلدين بشأن مكافحة الإرهاب، وهو ملف يمثل تحديًا رئيسيًا لدول منطقة الإيكواس التي تواجه انتشارًا للجماعات المسلحة والتهديدات الإرهابية.

الإيكواس ووحدة المصير
أبرز ما كشف عنه المؤتمر كان التركيز على الأمن الإقليمي، حيث أشار عبد العاطي إلى أن مصر ونيجيريا اتفقتا على دعم الاستقرار في منطقة الإيكواس. وتأتي هذه التصريحات وسط أوضاع متوترة تشهدها دول غرب أفريقيا، خصوصًا بعد موجة الانقلابات العسكرية وتزايد النشاط الإرهابي. وبالنظر إلى الروابط الاقتصادية والسياسية التي تجمع مصر بدول الإيكواس، فإن استقرار المنطقة يعد ضرورة استراتيجية للقاهرة.

الملف الليبي والسوداني.. رؤية مشتركة
الحديث عن الإرهاب لم يكن بمعزل عن ملفات أخرى شائكة، فقد سلط عبد العاطي الضوء على ضرورة الحفاظ على وحدة ليبيا والسودان، في إشارة واضحة إلى أهمية العمل المشترك لمنع تفكك الدولتين. وبهذا الصدد، يبرز دور مصر كوسيط إقليمي يسعى لخلق تفاهمات بين الأطراف المتنازعة، سواء من خلال دعم الحوار السياسي في ليبيا أو توفير المساعدات الإنسانية للسودان.

منتدى الأعمال.. الاقتصاد في قلب السياسة
بعيدًا عن الملفات الأمنية، شهد المؤتمر الصحفي إعلانًا هامًا عن تنظيم منتدى الأعمال المصري-النيجيري. وفي هذا السياق، تتطلع القاهرة وأبوجا إلى تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا والسياسة، وهو ما يعكس تحولًا نحو الشراكات الاقتصادية كأداة للدبلوماسية. المنتديات المشتركة تمثل خطوة نحو تعميق العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، بما يخدم استقرار الأوضاع الداخلية فيهما.

الملف السوري والقرن الأفريقي: التحديات مستمرة
عبد العاطي لم يغفل في تصريحاته الحديث عن سوريا، مؤكدًا على ضرورة قيادة عملية انتقالية شاملة تضمن عدم إقصاء أي طرف. كما أشار إلى أهمية التشاور مع الأشقاء العرب والدول الصديقة للحفاظ على وحدة الأراضي السورية. وبالمثل، تناول وزير الخارجية الأوضاع في القرن الأفريقي، مشددًا على أهمية ضمان استقرار المنطقة في ظل صراعات تهدد أمن البحر الأحمر والممرات البحرية الحيوية.

مصر وتركيا.. إعادة تشكيل العلاقات
في لقاء إعلامي آخر، تحدث عبد العاطي عن علاقات مصر بتركيا، واصفًا إياها بالمهمة في ضوء دور أنقرة الإقليمي. الحوار المستمر بين البلدين يمثل محاولة لإعادة صياغة العلاقات الثنائية، خصوصًا فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية الحساسة مثل ليبيا وسوريا. وبينما تأمل القاهرة في الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، تسعى أنقرة إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية تعزز نفوذها في المنطقة.

التنسيق مع دول الخليج.. السعودية والإمارات في الصورة
من جهة أخرى، أكد عبد العاطي على التنسيق المستمر مع السعودية والإمارات، وهما شريكان أساسيان لمصر في مختلف الملفات الإقليمية. هذا التنسيق يعكس رغبة مشتركة في تخفيف حدة التوترات الإقليمية، سواء في اليمن أو السودان أو منطقة القرن الأفريقي. التعاون المصري-الخليجي يمثل ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مع التركيز على مواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب والصراعات المسلحة.

الدبلوماسية المصرية.. رؤية للمستقبل
تصريحات عبد العاطي جاءت لتؤكد على الدور الذي تسعى مصر للقيام به كجسر للتواصل بين الأطراف المتنازعة. فبينما يواجه العالم أزمات متفاقمة، تبقى القاهرة ملتزمة بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. هذا الالتزام يظهر بوضوح في جهودها لتطوير شراكات اقتصادية وسياسية مع دول القارة الأفريقية، وتعزيز علاقاتها مع القوى الإقليمية المؤثرة.

ختامًا
في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، تبدو تصريحات عبد العاطي بمثابة خارطة طريق تعكس طموحًا مصريًا لمواجهة التحديات برؤية شاملة. فمن محاربة الإرهاب إلى تعزيز التعاون الاقتصادي، ومن التشاور مع القوى الكبرى إلى بناء شراكات إقليمية، تثبت مصر أنها قادرة على لعب دور محوري في صياغة مستقبل المنطقة.

 

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24