ليبيا الان

الدبيبة واستبداده.. مصراتة تدفع ثمن الفوضى والقمع

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

وسط مدينة كانت تُعرف على الدوام بروحها التجارية وديناميكيتها الاجتماعية، تقف مصراتة اليوم على مفترق طرق خطير. المدينة، التي لطالما لعبت دوراً حيوياً في صياغة المشهد السياسي الليبي، أصبحت الآن مسرحاً للفوضى والانقسام. في قلب هذه الأزمة يقف عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة منتهية الولاية، الذي بات اسمه مرادفاً للاضطهاد وقمع الأصوات المعارضة.

ما يحدث في مصراتة ليس مجرد تراكم أحداث، بل هو نتيجة حتمية لسياسات منهجية انتهجها الدبيبة. تلك السياسات، التي أطلقت يد المسلحين لتحويل المدينة إلى بؤرة للخطف والاعتداءات، جاءت لتؤكد أن الطموح السلطوي قد يتجاوز كل القيم الديمقراطية.

مع تصاعد التوترات، فقد مجلس الأعيان دوره المحايد، واختار الولاء للمدينة على حساب مبادئه. المجلس البلدي السابق، الذي كان يُفترض أن يكون صوت الشعب، وجد نفسه عاجزاً أمام قوة السلاح التي فرضتها الحكومة.

وفي خطوة تُعتبر سابقة خطيرة، جرى اختطاف عضو منتخب في المجلس البلدي، في رسالة واضحة بأن الديمقراطية ليست إلا وهماً زائفاً تحت حكم الدبيبة. تلك الحادثة لم تكن مجرد اعتداء على شخص، بل كانت اعتداءً على مصراتة بأكملها.

وفي ظل هذا الوضع، يأتي صوت المرشح الرئاسي والمحلل السياسي سليمان البيوضي ليُطلق نداءً ملحاً بضرورة إطلاق ميثاق سياسي داخل مصراتة. هذا الميثاق، كما يراه البيوضي، هو الحل الوحيد لترسيخ مبادئ الحوار وقبول الآخر، بعيداً عن الممارسات القمعية التي تتزايد يوماً بعد يوم.

البيوضي في عدة منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك“ ، رصدته “أخبار ليبيا 24لم يتردد في تحميل الدبيبة مسؤولية ما يحدث، داعياً العقلاء في المدينة والمجلس البلدي المنتخب للتدخل فوراً. فالوقت ينفد، ومصراتة لا تحتمل مزيداً من الانقسامات.

وفي مشهد يؤكد على ازدواجية السلطة، لم تتوانَ حكومة الدبيبة عن قمع المتظاهرين الذين خرجوا ضد التطبيع. ففي وقت كان الشعب يُعبّر عن رأيه بحرية، كانت القوة والسلاح هي الرد الوحيد.

وفي نهاية المطاف، تبقى مصراتة رمزاً للصمود، لكنها اليوم بحاجة إلى أكثر من ذلك. إنها بحاجة إلى صوت عقلاني يدعو إلى السلام والوئام. فبين حكومة تعتقد أن القمع هو الطريق للبقاء، وبين شعب يطمح للحرية والعدالة، لا بد أن ينتصر صوت الحق.

البيوضي يُذكرنا أن مكتسبات فبراير ليست مجرد ذكرى، بل هي أمانة يجب الحفاظ عليها. وما يحدث الآن في مصراتة هو اختبار حقيقي لتلك المبادئ.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24