ليبيا الان

أوحيدة: الأمم المتحدة تدير الأزمة الليبية بتدخلاتها

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

بينما تمضي ليبيا في طريق محفوف بالأزمات السياسية والاجتماعية، يبرز صوت جبريل أوحيدة عضو مجلس النواب، كواحد من أبرز الأصوات المحذرة من التدخلات الدولية وتداعياتها على مستقبل البلاد. في تصريحات نارية، لم يتردد أوحيدة في اتهام الأمم المتحدة بأنها تتعمد استغلال انعدام الثقة بين الأطراف الليبية لفرض إدارتها على الأزمة، مما يعمق الانقسامات بدلًا من معالجتها.

في مداخلة تلفزيونية تابعتها “أخبار ليبيا 24”، أشار أوحيدة إلى أن انعدام الثقة بين الأطراف الليبية أصبح السلاح الأكثر فعالية بيد الأمم المتحدة، حيث قال: “الأمم المتحدة لا تدخل إلا إذا وجدت أطرافًا ليبية غير قادرة على الوصول إلى توافق داخلي”. يرى أوحيدة أن المنظمة الدولية تسعى إلى إطالة أمد الأزمة عبر التدخلات المتكررة في شؤون البلاد، بدلًا من دعم توافق داخلي حقيقي.

بحسب أوحيدة، فإن الحل يكمن في الاتفاق على قوانين انتخابية شاملة وموحدة. “لو كانت الأطراف الليبية اتفقت على قوانين انتخابية واضحة وعادلة، لكنا ألزمنا المجتمع الدولي على القبول بالحلول التي نطرحها”، هكذا أكد أوحيدة أهمية هذه القوانين كخطوة أولى نحو إنهاء الفوضى السياسية. ومع ذلك، فإن ما يعقد المشهد هو رفض بعض الأطراف لهذه القوانين، خاصة السلطة القائمة في العاصمة طرابلس، والتي وصفها بأنها “سلطة الأمر الواقع”.

في تعليق مثير، صرح أوحيدة: “المجرم الحقيقي في نظر الليبيين الآن هو من يرفض القوانين الانتخابية التي توافق عليها مجلسا النواب والدولة”. هذه العبارة تلخص رؤيته بأن الأطراف الرافضة للتوافق الداخلي هي المسؤولة عن استمرار الأزمة وتعطيل الحلول. بالنسبة له، فإن ما يحدث الآن ليس مجرد صراع سياسي، بل هو معركة لإثبات سيادة الإرادة الوطنية الليبية في وجه التدخلات الأجنبية.

يشير أوحيدة إلى أن الاتفاق الداخلي سيشكل ضغطًا على المجتمع الدولي، مما يجبره على التعامل مع الحلول الليبية بدلًا من فرض أجنداته. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الاتفاق يبدو بعيد المنال في ظل وجود أطراف تستفيد من استمرار الوضع الراهن.

يرى أوحيدة أن السلطة القائمة في طرابلس هي العائق الأكبر أمام أي تقدم. بالنسبة له، فإن هذه السلطة ليست سوى تجسيد “للسلطة الفعلية للأمر الواقع”، وهي تسعى بكل قوتها للحفاظ على الوضع الراهن، مما يطيل أمد الأزمة.

من الواضح أن الأزمة الليبية ليست مجرد صراع على السلطة، بل هي نتيجة تراكمات لعقود من الانقسامات والتدخلات الأجنبية. في ظل غياب توافق داخلي حقيقي، تظل الأمم المتحدة لاعبًا رئيسيًا في المشهد، مما يثير التساؤلات حول نواياها الحقيقية.

يعتقد جبريل أوحيدة أن الحل يكمن في تضافر الجهود الوطنية بعيدًا عن التدخلات الدولية. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب إرادة سياسية قوية وشجاعة من الأطراف الليبية للجلوس على طاولة الحوار والتوصل إلى توافق حقيقي.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24