ليبيا الان

يد الغدر تطفئ نور الأمومة في سرت.. جريمة تهز القلوب

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

“بين الأمومة والخيانة.. جريمة تهز سرت وتطرح تساؤلات عن حدود الإنسانية”

في ليلة لم تكن تختلف عن غيرها في مدينة سرت، حيث يلف الهدوء الأحياء والشوارع، كانت هناك عائلة تعيش حياة بسيطة، لا تخطر على بال أحد أن تنتهي بمأساة تزلزل الضمير وتثير الرعب في النفوس. جريمة بشعة، لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل كانت صرخة مدوية تذكر الجميع بأن الشر قد يختبئ في أقرب الأماكن، وأن الخيانة قد تأتي من أقرب الناس.

البلاغ الذي هز المدينة
في صباح يوم الخميس، السادس من فبراير 2025، تلقى قسم البحث الجنائي في سرت بلاغاً هاتفياً من جارٍ أصابه الذهول. البلاغ كان يحمل نبأً مروعاً: شاب في الثلاثينات من عمره، يدعى (م.إ.د.ع)، عاطل عن العمل، قام بذبح والدته (ف.ا.ع.ع) البالغة من العمر 69 عاماً، باستخدام قطعة زجاج. لم تكن الجريمة مجرد فعل قتل، بل كانت مشهداً من الرعب، حيث تحولت الأمومة المقدسة إلى ضحية، والابن الذي كان من المفترض أن يكون سنداً لها، تحول إلى جلاد.

تحرك الأمن والتحقيق
بمجرد وصول البلاغ، تحركت وحدات التحري والتحقيق التابعة للبحث الجنائي في سرت، تحت إشراف النيابة العامة. وعلى الفور، تم الانتقال إلى مسرح الجريمة، حيث وجدت الجثة في حالة مروعة، تدل على وحشية الفعل. تم ضبط الجاني بسرعة، حيث كان لا يزال في مكان الحادث، وكأن الصدمة قد جعلته عاجزاً عن الفرار.

تحت مجهر التحقيق
بدأت التحقيقات الأولية تكشف بعض التفاصيل المروعة. الجاني، الذي وُصف بأنه عاطل عن العمل ويعاني من اضطرابات نفسية، لم يكن لديه سجل جنائي سابق. ومع ذلك، فإن دوافعه ما زالت غامضة، رغم أن بعض الشهود أفادوا بأن العلاقة بينه وبين والدته كانت متوترة في الفترة الأخيرة.

ردود فعل الصدمة
لم تكن الجريمة مجرد حدث عادي، بل كانت صدمة هزت المدينة بأكملها. الأصدقاء، الجيران، وحتى رجال الأمن الذين تعاملوا مع الحادث، كانوا في حالة من الذهول. كيف لشاب أن يقتل والدته، وهي التي حملته تسعة أشهر، وربته وكافحت من أجله؟ الأسئلة كانت تتردد في أذهان الجميع، دون إجابات شافية.

دعوة إلى التمسك بالقيم
في بيان رسمي أصدرته مديرية أمن سرت، دعت السلطات المواطنين إلى التمسك بقيم الدين والعقل، وإلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمن يحتاج إليه. البيان أشار إلى أن “ضياع الوازع الإنساني هو أخطر ما يمكن أن يواجهه المجتمع”، مؤكداً على أهمية التكاتف في مواجهة مثل هذه الأحداث.

تساؤلات عن الوازع الإنساني
الجريمة لم تكن مجرد حدث إجرامي، بل كانت جرس إنذار يدق بقوة، ليذكر الجميع بأن الإنسانية قد تتعرض لاختبارات قاسية. كيف يمكن لشاب أن يصل إلى هذه الدرجة من الانحراف؟ هل هي الضغوط الاقتصادية، أم الاضطرابات النفسية، أم انهيار القيم الأخلاقية؟ الأسئلة تبقى معلقة، لكنها تفتح الباب أمام نقاشات عميقة عن ضرورة تعزيز الرعاية النفسية والاجتماعية في المجتمع.

خاتمة: دروس من المأساة
جريمة سرت ليست مجرد خبر عابر، بل هي قصة تذكرنا بأن الإنسانية قد تتعرض لاختبارات قاسية، وأن الشر قد يختبئ في أقرب الأماكن. لكنها أيضاً تذكرنا بأهمية التكاتف، والدعم النفسي، والتمسك بالقيم التي تحفظ للإنسان إنسانيته. في النهاية، ليست القوانين وحدها هي التي تحمي المجتمع، بل الضمير الحي الذي يمنعنا من الانزلاق إلى الهاوية.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24