ليبيا الان

مجزرة صامتة في إجخرة.. مقبرة المهربين تكشف مأساة المهاجرين

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

وسط ظلام الصحراء الليبية القاحلة، حيث تحكم العصابات طريق الهجرة غير الشرعية، تكشّفت فصول مأساة جديدة أضيفت إلى السجل الأسود للاتجار بالبشر. أعلنت مديرية أمن الواحات، بالتعاون مع الهلال الأحمر الليبي، عن اكتشاف مقبرة جماعية داخل مزرعة مهجورة بمنطقة إجخرة، تحتوي على 19 جثة لمهاجرين غير شرعيين، في واحدة من أبشع الجرائم المرتبطة بشبكات التهريب في ليبيا.

بدأت القصة ببلاغ أمني وصل إلى مديرية أمن الواحات، يشير إلى وجود مقبرة جماعية داخل إحدى المزارع، التي كانت تُستخدم من قبل شبكة تهريب معروفة. لم يكن هذا الادعاء الأول من نوعه، لكن المعلومات الواردة هذه المرة كانت مدعومة بأدلة قوية دفعت الجهات الأمنية إلى إعلان حالة الطوارئ والتحرك العاجل.

المزرعة الأولى التي خضعت للتفتيش لم تُظهر أي دلائل مباشرة، لكن المزرعة الثانية كشفت عن كابوس إنساني حقيقي. خلال عملية المسح الأمني، لاحظ عناصر الأمن وجود علامات حفر حديثة منتشرة في أماكن متفرقة، ما أثار الشكوك حول وجود شيء مريب تحت الرمال المتحركة.

المأساة لم تتوقف عند قبر واحد. خلال عمليات الحفر، تم العثور أولًا على جثة منفردة، لتتوالى بعد ذلك الاكتشافات الصادمة:

تم استدعاء فرق الهلال الأحمر فورًا، بحضور ممثلي النيابة العامة، لانتشال الجثث التي كانت في حالة تحلل متقدمة، ما يشير إلى مرور فترة طويلة على دفنها، ربما أسابيع أو حتى أشهر.

ليست هذه المرة الأولى التي تتحول فيها الأراضي الليبية إلى مدافن جماعية لمهاجرين أفارقة كانوا يحلمون بعبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، بحثًا عن حياة أفضل. وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، لقي أكثر من 3,000 مهاجر حتفهم خلال السنوات الماضية أثناء محاولتهم عبور البحر بقوارب متهالكة، لكن الحقيقة أن عدّاد الموت أكبر من ذلك بكثير، حيث أن آلافًا آخرين يُقتلون قبل أن يصلوا حتى إلى الشواطئ.

شبكات التهريب تستغل الفوضى الأمنية في البلاد، حيث تحوّلت المزارع والاستراحات النائية إلى مراكز احتجاز غير رسمية، يُحشر فيها المهاجرون تحت ظروف غير إنسانية، قبل أن يتم بيعهم لعصابات أخرى أو إجبارهم على العمل القسري، وإن لم يكن لهم نصيب في الرحلة، يُقتلون بدم بارد وتُطمس آثارهم في الصحراء!

مديرية أمن الواحات، التي نفذت العملية بالتعاون مع الكتيبة 152 مشاة ورئاسة أركان القوات البرية، فرضت حراسة مشددة على المزرعة، لضمان عدم التلاعب بالأدلة، فيما تستمر التحقيقات لتحديد هوية الجثث والقبض على المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة.

ورغم الجهود الأمنية المبذولة، تظل هناك أسئلة حارقة بلا إجابة:

على بعد أميال من المقبرة الجماعية المكتشفة في إجخرة، هناك قوارب مكتظة تغادر شواطئ ليبيا تحت جنح الظلام، تحمل أرواحًا تطمح في الحياة، لكن كثيرًا منها لن يصل أبدًا. فالبحر يبتلع من ينجو من قبضة المهربين، والسواحل الأوروبية تزداد تحصينًا، فيما تبقى ليبيا نقطة عبور نحو المجهول.. وأحيانًا إلى القبر.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24