ليبيا الان

تعاون تركي ليبي عبر بوابة الفريق صدام حفتر

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في تطوّر يُعد خطوة لافتة على طريق إعادة تشكيل العلاقات الليبية التركية، استقبلت أنقرة الفريق صدام حفتر، رئيس أركان القوات البرية التابعة للقيادة العامة، في زيارة رسمية عبّرت عن انفتاح تركي متجدد نحو كافة الأطراف الليبية، وفي مقدمتها الجيش الوطني الليبي.

الاستقبال الذي شارك فيه وزير الدفاع التركي يشار غولر، وقائد القوات البرية سلجوق بيراكتار أوغلو، تميّز بطابع بروتوكولي رفيع، شمل عزف النشيد الوطني الليبي واستعراض حرس الشرف، ما يعكس رغبة تركية في بناء جسور تواصل مع شرق ليبيا، انطلاقًا من إدراك متزايد بأهمية هذا الطرف في المشهد الليبي الراهن.

إعادة تقييم تركية للمشهد الليبي

تأتي هذه الزيارة في وقت تُراجع فيه أنقرة تموضعها داخل ليبيا، مدفوعة بتعقيدات الوضع في الغرب الليبي، وتضارب الولاءات داخل التشكيلات المسلحة هناك، في مقابل وجود مؤسسة عسكرية منضبطة وواسعة الانتشار في الشرق، تحظى بعلاقات إقليمية فاعلة وتتمتع بنفوذ ميداني واضح.

أنقرة، التي نسجت علاقات طويلة مع سلطات طرابلس، باتت ترى في الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر طرفًا أساسيًا لا يمكن تجاهله في أي معادلة سياسية أو أمنية تخص مستقبل ليبيا.

المصالح تحكم.. والانفتاح عنوان المرحلة

الزيارة لا تُعبّر بالضرورة عن تغيير جذري في السياسات، لكنها تعكس انفتاحًا واقعيًا على كافة القوى الفاعلة، خاصة تلك التي أثبتت قدرتها على فرض الاستقرار في مناطق نفوذها، ولعب دور متقدّم في حماية وحدة ليبيا وتأمين حدودها.

بالنسبة لأنقرة، فإن هذا الانفتاح يتقاطع مع مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية، لا سيما في مجالات الطاقة، وإعادة الإعمار، والتعاون الإقليمي، وهو ما يتطلب شراكات متوازنة مع جميع الأطراف الليبية.

رسائل متبادلة.. وشراكات محتملة

زيارة الفريق صدام حفتر تمثّل أيضًا إشارة واضحة بأن تركيا تنتهج سياسة أكثر شمولًا، وتسعى إلى توسيع علاقاتها بما يضمن حضورها المتوازن في كامل الجغرافيا الليبية.

من جانبها، لم تسعَ القيادة العامة إلى تقديم تنازلات سياسية، بل حضرت بصفتها مؤسسة قائمة ومؤثرة، وهو ما يعكس احترامًا متبادلًا وتقديرًا للدور الذي تلعبه على الأرض.

وفي ضوء هذه الزيارة، يبدو أن صفحة جديدة بدأت تتشكل بين أنقرة وبنغازي، قوامها الواقعية السياسية، والبحث عن الاستقرار، وفتح آفاق جديدة للتعاون بعيدًا عن الاستقطاب والصراعات.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24