ليبيا الان

ليبيا ساحة صراع دولي.. والمبعوثون الأمميون عاجزون عن الحل

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

ما بين صراع النفوذ الإقليمي والدولي، وغياب الإرادة السياسية المحلية، تواصل ليبيا غرقها في أزمات متلاحقة منذ 2011. ورغم مرور أكثر من عقد، لم تنجح المسارات الأممية المتعاقبة في إيجاد حل شامل، بل تحولت البلاد إلى “ساحة مكشوفة” للصراعات الخارجية، وفقاً لتشخيص أبو القاسم قزيط، عضو المجلس الأعلى للدولة، الذي ألقى باللوم على “تغوّل بعض الدول” و”إخفاقات المبعوثين الدوليين”.

منذ تعيين أول مبعوث أممي إلى ليبيا، عبد الإله الخطيب، مروراً بتسعة مبعوثين آخرين، لم تشهد الأزمة الليبية سوى حلولاً ترقيعية. يرى قزيط أن “بعض المبعوثين لم يفهموا التعقيدات الليبية، بل اعترف بعضهم بخضوعهم لإكراهات دولية”. هذه الإدانات لا تخلو من سند واقعي، فاتفاق “الصخيرات” (2015) كان استثناءً ناجحاً، بينما تعثرت مبادرات لاحقة مثل خطة غسان سلامة (2017) أو مساعي يان كوبيتش (2022).

الأمر الذي يدفع إلى تساؤل جوهري: هل فشل المبعوثون بسبب ضغوط دولية، أم بسبب تعقيدات المشهد الليبي نفسه؟ يجيب قزيط: “حجم التدخل الخارجي يفوق قدرة أي موظف دولي”، مشيراً إلى أن ليبيا أصبحت “كرة ثلج” من الصراعات العابرة للحدود.

إلى جانب الصراع السياسي، برزت في السنوات الأخير ظاهرة “الطبقات الطفيلية”، وهي مجموعات تستفيد من الفوضى لتراكم الثروات عبر التحالفات مع الميليشيات أو تهريب السلاح. يقول ضو المنصوري، عضو الهيئة التأسيسية للدستور: “نفوذ هذه الطبقات يعيق أي حل سياسي”.

ويبدو أن التدخلات الخارجية غذّت هذا الواقع، حيث تتهم تقارير أممية دولاً مثل روسيا وتركيا والإمارات بدعم أطراف ليبية مقابل امتيازات اقتصادية أو عسكرية. بل إن ستيفاني ويليامز، المبعوثة الأممية السابقة، حذّرت في 2020 من أن “ليبيا قد تتحول إلى سورية جديدة”.

رغم ذلك، لا تزال البعثة الأممية تحاول إنعاش الأمل. فبعد فشل مبادرة عبد الله باتيلي (نوفمبر 2023)، تعمل خليفته حنا تيتيه على جمع الأطراف الليبية عبر “اللجنة الاستشارية”، التي عقدت 5 اجتماعات تمهيداً لمقترحات جديدة. لكن تشكك النخبة الليبية في نزاهة البعثة يظل عائقاً، خاصة بعد اتهامات بأنها “كابحة للتوافق”، كما يرى قزيط.

في المقابل، يدافع مصدر مقرب من البعثة عن أدائها، قائلاً في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24”: “دورنا تقريبي ولا نفرض حلولاً”. ويشير إلى أن “بعض الأطراف الليبية تريد إبقاء الوضع كما هو لحماية مصالحها”، مستدلاً بانتقادات باتيلي الأخيرة لـ”أنانية القادة المحليين”.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24