شهدت العاصمة طرابلس سلسلة لقاءات مكثفة أجرتها الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، حنا تيته، مع عدد من المسؤولين الليبيين، في إطار متابعة جهود البعثة الأممية لدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي تمهيدًا لإجراء الانتخابات.
الاجتماع مع رئيس المجلس الرئاسي:
استقبل رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، الممثلة الخاصة تيته ونائبتها ستيفاني خوري، حيث ناقشا آخر التطورات المتعلقة بالعملية السياسية، بما في ذلك نتائج مشاوراتها مع الأطراف الليبية والدولية. وأكد الجانبان أهمية تعزيز الثقة بين المكونات السياسية عبر توحيد المؤسسات وضمان الشفافية، خاصة في الجوانب المالية. كما تطرق اللقاء إلى التعاون في مجالات حقوق الإنسان والهجرة، مع التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للاتجار بالبشر.
محادثات مع رئيس الحكومة المنتهية ولايته:
في سياق متصل، التقت تيته برئيس الحكومة المنتهية ولايته، عبد الحميد الدبيبة، لبحث الإصلاحات الاقتصادية العاجلة، لا سيما تعديل سعر صرف الدينار وضبط الإنفاق العام. وأشار الدبيبة إلى ضرورة دعم البعثة الأممية لجهود الإصلاح، بينما أشادت تيته بتعاون حكومته، مؤكدة أن تحسين الأداء الاقتصادي هو أساس الاستقرار. كما ناقش الطرفان ملف الهجرة غير النظامية وآليات معالجته ضمن إطار شامل.
تعزيز المساءلة مع النائب العام:
من جانب آخر، بحثت تيته مع النائب العام الصديق الصور سبل تعزيز المساءلة في قضايا الفساد والاحتجاز التعسفي، مع التركيز على حماية حقوق الضحايا. واتفقا على تعزيز التعاون الفني بين النيابة العامة والأمم المتحدة، خاصة في مجالات مكافحة الجريمة المنظمة وبناء قدرات القضاء.
دعم استقلالية ديوان المحاسبة:
خلال اجتماعها برئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، ناقشت تيته آليات دعم استقلالية الديوان لضمان رقابة مالية فعالة. وأكدت أن مكافحة الفساد تحتاج إلى مؤسسات رقابية قوية، مشددة على التزام البعثة بحماية هذه المؤسسات من أي تدخل.
تأكيدات أممية:
في جميع اللقاءات، جددت تيته التزام الأمم المتحدة بدعم ليبيا في مسارها نحو الديمقراطية، مع احترام سيادتها. وأشارت إلى أن الانتخابات تبقى الهدف الرئيسي، لكنها تحتاج إلى بيئة مستقرة تعززها إصلاحات اقتصادية وقضائية شاملة.