في خطوة تُعتبر تحولاً مفصلياً في المشهد الإعلامي المغاربي، شهدت مدينة بنغازي يومي 12 و13 أبريل 2025 حدثاً استثنائياً بإقامة المؤتمر التأسيسي للاتحاد المغاربي للصحفيين، الذي تمخض عنه انتخاب أول مكتب تنفيذي للاتحاد، واعتماد بنغازي مقراً دائماً لأمانته العامة.
تشكيل المكتب التنفيذي:
جاءت نتائج الانتخابات متناغمة مع مبدأ التمثيل المتوازن لدول المغرب العربي، حيث فاز الصحفي الموريتاني محمد سالم ولد الداه برئاسة الاتحاد، بينما تقلد المناصب القيادية كل من الجزائري مصباح قديري (نائباً للرئيس للعلاقات الدولية)، والمغربي توفيق ناديري (نائباً لشؤون التدريب)، والليبي نصر المهدوي (أميناً عاماً)، والتونسي مراد السليمي (عضو المكتب التنفيذي).
قرارات محورية:
أبرز ما تم إقراره خلال المؤتمر هو التصويت بالإجماع على جعل بنغازي المقر الدائم للاتحاد، إلى جانب تبني مادة جديدة في النظام الأساسي تنص على إنشاء “المجلس الاستشاري التوجيهي”، الذي يضم 15 خبيراً إعلامياً من المغرب العربي وإفريقيا لرسم السياسات الإعلامية. كما حدد المؤتمر ولاية المكتب التنفيذي بأربع سنوات.
الافتتاح الرسمي:
كان رئيس الوزراء الليبي د. أسامة حماد قد افتتح المؤتمر تحت شعار “من أجل صحافة مغاربية موحدة”، بحضور وزير الخارجية د. عبدالهادي الحويج، ووزيرة الثقافة صالحة الدروقي، وممثلين عن 23 دولة عربية وإفريقية، بينهم رؤساء وكالات أنباء وقنوات فضائية.
مبادرات مستقبلية:
كشف الأمين العام نصر المهدوي في تصريح لـ”أخبار ليبيا 24″ عن خطة لإطلاق “الشبكة العربية الإفريقية للإعلام” خلال الأشهر المقبلة، بالتعاون مع دول الساحل الإفريقي، بهدف تدريب الصحفيين وتبادل المحتوى الإخباري.
دلالات الاختيار الليبي:
يُعد اختيار بنغازي مقراً للاتحاد رسالة سياسية وإعلامية تعكس عودة ليبيا إلى دورها الإقليمي، خاصة بعد دعم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية للمؤتمر عبر إدارة الشؤون الإفريقية. كما أشارت مصادر حكومية إلى أن هذا الحدث يُكرّس جهود ليبيا لتصبح جسراً بين المغرب العربي وإفريقيا.
يُنتظر أن يُشكل هذا الاتحاد نواةً لتعزيز المهنية الصحفية المغاربية، ومواجهة التحديات المشتركة مثل الأخبار المزيفة وتأمين الحماية للصحفيين، في ظل تأكيد القائمين عليه أن العمل الجماعي هو السبيل الوحيد لصناعة إعلام حر وفاعل.