أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، على ضرورة إعادة إحياء “عملية برلين” الخاصة بليبيا، داعيًا إلى التمسك بتشكيلتها الأصلية كما أقرت في عام 2020 بتوافق دولي وإقليمي.
وأوضح الدبلوماسي الروسي أن هذه العودة إلى إطار برلين من شأنها أن تفتح نافذة جديدة لحل الأزمة الليبية المستمرة منذ أكثر من عقد.
وأوضح في مداخلته خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا، أن استمرار الأزمة يعكس نتائج التدخلات الأجنبية التي زادت من تأزيم الوضع وأفقدت البلاد توازنها السياسي والمؤسسي. وقال في كلمته: “ليبيا اليوم مثال صارخ على التدخلات الخارجية التي أدت إلى انهيار مؤسسات الدولة ودفعت بجيل كامل من الشباب إلى النمو في بلد ممزق ومنقسم.”
وعن التطورات الأخيرة التي شهدها الملف الليبي، عبّر نيبينزيا عن تقدير موسكو للمساعي التي تبذلها الدول الأفريقية، خاصة الجهود التي تُوجت باتفاق المصالحة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بتاريخ 14 فبراير، برعاية الاتحاد الأفريقي. واعتبر أن هذا الاتفاق يمكن أن يمثل منطلقًا حقيقيًا لبناء الثقة وتطبيع العلاقات بين الأطراف الليبية، شرط أن يحظى بدعم فعلي داخلي وتُفتح له المسارات التنفيذية.
وفي سياق آخر، علّق نيبينزيا على عمل اللجنة الاستشارية التي أعلنت عنها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مطلع فبراير، مقللًا من فاعلية مخرجاتها المتوقعة، ومشيرًا إلى أن هذه اللجنة لا تحظى بالثقة الكافية من الأطراف الليبية، كما أن آلية تشكيلها لم تعكس الطابع الشامل والحيادي الذي يتطلبه الوضع الراهن.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن الأزمة السياسية التي تعانيها ليبيا لا تنفصل عن الانقسامات الأمنية والعسكرية، محذرًا من استمرار الفوضى في ظل غياب توحيد المؤسسة العسكرية. واعتبر أن توحيد الجيش الليبي يمثل “الضمانة الرئيسية لأي استقرار ميداني” وهو ما يتطلب، بحسب تعبيره، تشكيل هيئة وطنية تمثل كل المناطق الليبية، تضع أولوية لتوحيد المؤسسات وتعزيز السيادة الوطنية بعيدًا عن التجاذبات الأجنبية.
وشدد في ختام كلمته على أن الخروج من هذه الأزمة يتطلب إرادة ليبية خالصة وتعاونًا فعّالًا بين الفرقاء، قائلًا: “لن يكون هناك حل حقيقي إلا إذا اتفقت الأطراف الليبية، دون وسطاء أو ضغوط خارجية، على خارطة طريق شاملة وعادلة.”
وأكد أن بلاده ستواصل دعم أي مسار يضمن وحدة ليبيا واستقرارها، داعيًا إلى تبني رؤية متوازنة لا تستثني أحدًا، وتعيد الاعتبار لمسار برلين كإطار جامع للجهود الدولية والإقليمية.
