مرزق.. من مدينة أشباح إلى نموذج للإعمار والاستقرار في ليبيا
في وثيقة تاريخية تُضاف إلى سجل المصالحات الوطنية، خرجت مدينة مرزق من دائرة الدمار إلى فضاء الأمل، بعد سنوات من الحرب الأهلية والشرخ الاجتماعي الذي مزق نسيجها. عضو مجلس النواب جلال الشويهدي وصف ما تحقق بأنه “معجزة”، في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24″، مشيرًا إلى أن المدينة شهدت تدميرًا شبه كامل للمنازل والبنى التحتية، قبل أن تُطبّق اتفاقية مصالحة شاملة برعاية المشير خليفة حفتر والمستشار عقيلة صالح.
المصالحة.. نقطة التحوّل
كشف الشويهدي أن توقيع المصالحة كان الحلقة الأهم في إيقاف النزاع، حيث تحوّلت مرزق من ساحة قتال إلى ورشة إعمار عملاقة. وأبرز دور صندوق إعادة الإعمار في إنجاز مشاريع حيوية بمستويات قياسية، بدءًا من إصلاح المدارس والمستشفيات، ووصولًا إلى ترميم شبكات الكهرباء والمياه. كما أشار إلى فيلم وثائقي عُرض للمواطنين يوثق التحوّل الكبير من “مدينة مهجورة” إلى مركز حيوي يعود إليه النازحون بأعداد متزايدة.
التحديات الأمنية.. عائق أمام التنمية
رغم الإنجازات، حذّر الشويهدي من أن استمرار الإعمار مرهون بضمان الأمن، خاصة في الجنوب الليبي ذي الحدود الممتدة والواسعة، والذي يشهد أنشطة مقلقة مثل الهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات. وأكد أن وجود الجيش والأمن ضرورة حتمية لاستقطاب الاستثمارات وحماية المشاريع التنموية، قائلًا: “غياب الأمن يعني إعادة المدينة إلى المربع الصفر”.
عودة الحياة.. ومؤشرات المستقبل
تُظهر الأرقام أن أكثر من 60% من النازحين عادوا إلى منازلهم، فيما تجاوزت نسبة إنجاز المشاريع الخدمية 80%، وفقًا لتصريحات الشويهدي. لكنه شدد على أن المعركة الحقيقية هي معركة زمن: “علينا تسريع وتيرة العمل قبل أن تتآكل ثقة المواطن”. كما نوّه إلى أهمية تعميم نموذج مرزق على مدن أخرى، مثل سبها وغات، حيث لا تزال النزاعات العشائرية تعيق التنمية.
ختم الشويهدي تصريحاته بالتشديد على أن “ليبيا لا تُبنى بالمال وحده، بل بالإرادة السياسية والاجتماعية”، معتبرًا أن مرزق قد تكون النموذج الأول لليبا الجديدة.. ليبيا السلام.