كشف تقرير أمريكي أن زيارة السفينة الحربية “يو إس إس ماونت ويتني”، التابعة للأسطول السادس الأميركي، إلى ليبيا تبعث برسالة واضحة إلى روسيا والصين، مفادها عزم الولايات المتحدة على تأكيد نفوذها في منطقة البحر المتوسط.
وأشار تقرير صحيفة “ستارز آند سترايبس” الأمريكية إلى أن بيانًا أصدرته البحرية الأميركية أفاد بأن الزيارات إلى طرابلس وبنغازي كانت الأولى من نوعها منذ 56 عامًا، وشملت زيارة سفينة القيادة البرمائية “يو إس إس ماونت ويتني”، برفقة نائب الأدميرال جيفري أندرسون، قائد الأسطول السادس الأميركي.
رسالة للمنافسين
وأوضح التقرير أن ضابط الحرب المتقاعد في البحرية الأميركية ومدير معهد سلسلة التوريد للأمن القومي في مؤسسة راند، “برادلي مارتن”، صرّح للصحيفة المتخصصة في أخبار القوات المسلحة الأميركية بأن وجود السفينة الرائدة في الأسطول السادس والضابط الثاني الأعلى رتبة في الخدمة في أوروبا وإفريقيا، يمثل رسالة واضحة للمنافسين مفادها أن الولايات المتحدة لا تزال مهتمة ومنخرطة في شمال إفريقيا.
وأضاف مارتن للصحيفة أن زيارة السفينة إلى ليبيا تُعد إشارة للعالم بأننا موجودون، ولن نتراجع عن موقفنا، وأن لدينا القدرة على بناء علاقات حتى في أماكن مثل ليبيا، حيث كانت العلاقات متوترة للغاية في السابق.
وأشار مارتن ومحللون آخرون للصحيفة الأميركية المستقلة إلى أن ليبيا، التي تتمتع بساحل ممتد على طول البحر الأبيض المتوسط، والذي يُعد بوابة إلى أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، تشكل أهمية كبيرة في إطار المنافسة الاستراتيجية الأميركية مع الصين وروسيا.
مواقع عمليات
وبيّن مارتن في تصريحه أن تراجع قدرة روسيا على الوصول إلى ميناء بحري رئيسي في سوريا بشكل كبير، جعل الكرملين ينظر إلى ليبيا كأحد المواقع المحتملة لتأسيس عمليات بحرية في البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا.
وتابع قائلًا إن الصين ترسل بشكل متزايد سفنًا عسكرية إلى المنطقة، وتقوم شركات الشحن الصينية، الخاصة والمملوكة للدولة، بشراء حصص في موانئ البحر الأبيض المتوسط وتطويرها وتشغيلها، بما في ذلك ميناءان قريبان من قناة السويس، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن معهد الشرق الأوسط لعام 2023.
رسالة استراتيجية
وفي السياق ذاته، صرّح الخبير الألماني في الأمن البحري والباحث البارز في معهد السياسة الأمنية بجامعة كيل، سيباستيان برونز، للصحيفة الأميركية بأن التعامل مع ليبيا يُعد خطوة حكيمة في إطار سعي الولايات المتحدة إلى استقرار المنطقة وضمان أمنها للتجارة وفرض نفوذها.
وقال برونز: “أعظم نقاط قوة الولايات المتحدة كانت دومًا قدرتها على بناء التحالفات، ويجب أن تُبذل هذه الجهود أحيانًا رغم الاختلافات في الفلسفات، خاصة فيما يتعلق بحرية التعبير والصحافة وغيرها من العناصر الأساسية للديمقراطية”.
ويوم الأحد الماضي عُقد اجتماع بين وفد من البحرية الأميركية وعدد من المسؤولين الليبيين في العاصمة طرابلس.
وضم الاجتماع عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، ووكيل وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الطاهر الباعور، ورئيس الأركان العامة محمد الحداد، ووكيل وزارة الدفاع عبدالسلام الزوبي.
وأكد الوفد الأميركي خلال اللقاء، الذي يأتي في إطار جهود واشنطن لتعزيز التعاون مع ليبيا، حرص الولايات المتحدة على دعم استقلال البلاد ووحدة مؤسساتها.
كما أكدت السفارة الأميركية لدى ليبيا أن هذه الزيارة تعكس التزام الولايات المتحدة بدعم ليبيا موحدة، مستقرة، وذات سيادة، من خلال التفاعل العسكري والتواصل الدبلوماسي، وشددت على أن تعزيز الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي يمثل أولوية للولايات المتحدة.