استقبل عضو المجلس الرئاسي، عبدالله اللافي، الأربعاء، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، حنا تيتيه، في لقاء ركز على مستجدات المشهد السياسي المتعثر.
وجاء الاجتماع في ظل تصاعد الخلافات داخل المجلس الرئاسي نفسه، خاصة بعد إصدار رئيسه محمد المنفي لسلسلة مراسيم أحادية أثارت جدلاً واسعاً. ناقش الطرفان سبل كسر الجمود السياسي، مع التركيز على تعزيز الحوار بين الأطراف الليبية وتجنب القرارات الفردية التي تهدد الاستقرار.
تطرق اللقاء إلى عدة قضايا حيوية، أبرزها الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وتوحيد المؤسسة العسكرية، بالإضافة إلى ملف الهجرة غير الشرعية الذي يشكل عبئاً على ليبيا والدول المجاورة. وأكد اللافي على ضرورة تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، مشيراً إلى جهود المجلس الرئاسي في هذا الإطار. من جانبها، أعربت تيتيه عن دعم البعثة الأممية لليبيا في ضبط الحدود وتعزيز الأمن، معتبرة أن توحيد حرس الحدود خطوة جوهرية لاستعادة السيادة.
أشارت تيتيه إلى دعم الأمم المتحدة الكامل لمشروع المصالحة الوطنية، مؤكدة أهمية التنسيق مع الاتحاد الأفريقي لتحقيق تقدم ملموس. كما تطرق اللافي إلى اقتراح إحياء مسار برلين كإطار دولي فاعل لحل الأزمة، وهو ما لاقى ترحيباً أممياً. إلا أن الخلافات الداخلية داخل المجلس الرئاسي، خاصة بعد المراسيم المثيرة للجدل، تظل عقبة أمام أي تقدم.
من ناحية أخرى كشف مصدر مقرب أن اعتراض اللافي على المراسيم الأحادية للمنفي أوقف خططاً لإصدار قرارات إضافية، بعضها يتجاوز صلاحيات المجلس الرئاسي ويُدخلها في صدام مع مجلس النواب. وتشمل هذه القرارات التدخل في عمل اللجنة الاستشارية التابعة للأمم المتحدة، ما يعكس عمق الانقسامات بين أعضاء المجلس.