العنوان
تعيش العاصمة طرابلس أجواء من التوتر الأمني المتصاعد، شهد مقتل غنيوة الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار، وعدد من عناصر حراسته، داخل معسكر اللواء 444 قتال، وسط أنباء عن خلافات داخلية بين التشكيلات المسلحة.
اجتماع أمني يتحول إلى ساحة قتال
بحسب مصادر متطابقة، فقد بدأت فصول الحادثة باجتماع أمني مساء الأحد في معسكر التكبالي، ضم قيادات عسكرية من مدينة مصراتة، أبرزهم عبد الغني الزوبي، والأخوين الطرابلسي، والقيادي محمود حمزة، إضافة إلى الككلي الذي حضر الاجتماع برفقة عشرة من عناصر حراسته.
وتشير المصادر إلى أن مشادة كلامية اندلعت خلال الاجتماع بين الككلي وبعض الحاضرين، سرعان ما تطورت إلى تبادل لإطلاق النار بين أفراد الحراسات، ما أدى إلى مقتل الككلي ومرافقيه، وسقوط ثلاثة قتلى من قيادات مصراتة، بالإضافة إلى إصابة اثنين آخرين أحدهما من مصراتة والآخر من اللواء 444 قتال.
ارتباك رسمي
رغم مرور ساعات على الحادثة، لم تصدر أي جهة رسمية بيانًا توضيحيًا يشرح ملابسات مقتل الككلي ودوافعه، وهو ما زاد من حالة الغموض والارتباك، إلا أن وزارة الداخلية بحكومة الوحدة دعت المواطنين في طرابلس إلى البقاء في منازلهم حفاظًا على سلامتهم، في إشارة واضحة إلى استمرار الخطر.
وفي سياق متصل، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ رفع درجة الاستعداد القصوى، وتمركز الفرق داخل المقرات، بينما قررت جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات وجميع الأعمال الإدارية حتى إشعار آخر.
خلفيات التوتر
الحادثة تأتي بعد أيام من تحركات عسكرية مكثفة لمليشيات من مصراتة والزاوية والزنتان باتجاه العاصمة طرابلس، في مؤشر على تصاعد الخلافات بين جهاز دعم الاستقرار بقيادة غنيوة الككلي، والقوة المشتركة مصراتة.
وبحسب متابعين، فإن النزاع لم يكن وليد اللحظة، بل تطور تدريجيًا على خلفية التنافس على النفوذ الأمني والعسكري داخل طرابلس، ومحاولات لإعادة ترتيب خارطة السيطرة على العاصمة مع اقتراب استحقاقات سياسية جديدة.
تجاهل الدعوة الأممية للتهدئة
بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كانت قد أطلقت تحذيرات اليوم الاثنين قبل انفجار الوضع في طرابلس، داعية جميع الأطراف إلى تجنب استخدام القوة في حل النزاعات، ووقف التصعيد والاحتكام إلى الحوار.
غير أن هذه الدعوات لم تُثنِ الأطراف المتصارعة عن الانخراط في مواجهات مسلحة، ما يثير مخاوف حقيقية من عودة طرابلس إلى مربع الفوضى الأمنية والانفلات، ويهدد بإفشال المساعي الإقليمية والدولية لإعادة الاستقرار إلى البلاد.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا