أكد رئيس مجلس المنافسة ومنع الاحتكار، سلامة الغويل، أن الحل الجذري لمعضلة الاستقرار في ليبيا يكمن في توحيد السلطة التنفيذية تحت حكومة واحدة قادرة على فرض السيادة وإنهاء الفوضى السياسية، معتبرًا أن تعدد مراكز القرار يمثل السبب الرئيسي في تغذية الانقسامات وتعاظم نفوذ الجماعات المسلحة.
وفي منشور له عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، رصدته “أخبار ليبيا 24” شدد الغويل على أن استمرار الازدواج السياسي يفتح الأبواب أمام المزيد من التناحر، ويعيق أي جهود حقيقية لبناء دولة حديثة تحكمها مؤسسات مستقرة وقوانين واضحة. وأضاف أن المطالبة بتوحيد المؤسسات لا تعني الشماتة في الخصوم، ولا تعني السقوط في فخ التصفيات السياسية، بل تنطلق من إيمان عميق بضرورة الاحتكام للعقل والعدل في إدارة المرحلة.
وأشار الغويل إلى أن التوازن في الرؤية والمواقف يمثل صمام أمان لأي تحوّل سياسي حقيقي، خاصة في دول العالم الثالث التي غالبًا ما تربط التغيير بالعنف، وتتجاهل أهمية بناء ثقافة مؤسسية تدير الخلاف وتحتوي التنوع.
وأوضح أن المطلوب اليوم ليس فرض الرأي أو كسر الأطراف، بل تأسيس أرضية وطنية مشتركة تعيد الاعتبار للوعي، وتضع حدًا لهيمنة الشعارات التي لا تُنتج دولة.
واختتم الغويل بالقول إن المرحلة الراهنة تمثل فرصة لاختبار وعي الليبيين ونضجهم السياسي، داعيًا إلى تجاوز منطق الغلبة إلى منطق الدولة، مؤكدًا أن الدولة الحقيقية لا تُبنى بالإقصاء بل بالإصلاح، ولا تنتصر بالقوة بل بالتوازن بين الحقوق والواجبات.