ارم – أثارت الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها العاصمة الليبية، طرابلس، غداة اغتيال عبد الغني الككلي قائد ميليشيا “جهاز دعم الاستقرار” تساؤلات حول ما إذا كانت ستقود إلى انهيار الخطة التي تستعد الأمم المتحدة لإطلاقها من أجل حل الانسداد السياسي الذي تشهده البلاد.
وكانت المبعوثة الأممية إلى ليبيا، حنا تيتيه، قد شكلت لجنة استشارية تستهدف حلحلة النقاط الخلافية بين الفرقاء الليبيين بشأن الانتخابات العامة، وبدأت خلال الأيام الفائتة تبليغ هؤلاء الفرقاء بمخرجات هذه اللجنة.
عرضة للفشل
وأدت اشتباكات طرابلس إلى مقتل 6 أشخاص وجرح 70 آخرين على الأقل، فيما يترقب الليبيون مصير هذه الأحداث على الرغم من إعلان حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة التي تدير المنطقة الغربية عن وقفٍ لإطلاق النار.
وقال الباحث السياسي وعضو الأمانة العامة لحزب ليبيا النماء، حسام محمود الفنيش، إن “الاشتباكات تنذر مبكرا بأن خطة الأمم المتحدة عرضة للفشل والانهيار خصوصا بعد التطور الحاصل في غرب ليبيا وفي العاصمة”.
وتابع الفنيش في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن “هذا قد يؤثر سلبا على مصير تيتيه في ليبيا، ويُفسح الباب مباشرة لفرض الطموح الأمريكي الرامي إلى الانفراد بالأزمة الليبية وفق تصور إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة”.
مقاربات مرنة
وشدد الفنيش على أن “نجاح المبادرة الأممية رهين بمدى قدرة البعثة على إعادة تقييم مخرجاتها وإجراء تصحيح ديناميكي للمسارات السياسية والأمنية والاقتصادية كضرورة إستراتيجية وعدم تجاهل هذا الإجراء، خاصة في ظل تكرار الإخفاقات، وفشل المحاولات السياسية طيلة الأعوام الماضية”.
وأشار الفنيش إلى أن “الحالة الليبية تتطلب مقاربات مرنة وقابلة للتعديل تتجاوز النمط الكلاسيكي، تستند إلى تقويم ومراجعة مستمرة للأولويات، وإعادة ضبط للأدوات، وانفتاح أوسع على المشهد الليبي في عموميته (القوى السياسية الناعمة والمدنية والمجتمعية) وأن تستند البعثة في عملها على منطق مواكبة التحول بدلا من منطق إدارة الأزمة”، لافتا إلى أن “هذا يتطلب فهما استدراكيا تشاركيا يضع الليبيين في قلب المعادلة لا على هامشها”.
تحرك للبعثة
ومن جانبه، قال المحلل السياسي الليبي، حمد الخراز، إن “تحركات الميليشيات المسلحة والاشتباك فيما بينها في العاصمة طرابلس قد يعجّل بخروج مخرجات اللجنة الأممية إلى العلن في القريب العاجل”.
وأوضح الخراز لـ”إرم نيوز”، أن “من جاء بحكومة الدبيبة هو اتفاق دولي من خلال لجنة الـ75 الأممية، وستنتهي باتفاق دولي”.
وشدد على أن “البعثة الأممية الآن تضع خيارات كثيرة أمام الدول المتدخلة في ليبيا، من بينها ضرورة الذهاب نحو تشكيل حكومة جديدة؛ لأن الانتظار سيزيد من تأزم الوضع في ليبيا، والواقع سيفرض معطيات أخرى”.
وتوقع الخراز، أن “تغير البعثة الأممية من أدوات وطريقة تعاملها مع البرلمان والمجلس الأعلى للدولة حتى يتم تشكيل حكومة جديدة”.