ارم – تترقب ليبيا، اليوم الجمعة، انطلاق حراك سياسي واسع تتخلله تظاهرات حاشدة تمت الدعوة إليها خلال اليومين الأخيرين، للمطالبة برحيل حكومة عبدالحميد الدبيبة.
وأعرب الداعون للتظاهرات عن أملهم في أن تسهم بإخراج كافة الكيانات الحالية من المشهد السياسي، معتبرين أنها لم تعد تمثل الشعب الليبي، وفق قول ناشطين.
ويتوقع أن يشارك في تظاهرات الجمعة، أحزاب ومكونات سياسية وكيانات قبلية، تطالب بالحد من نفوذ الميليشيات المسلحة، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها طرابلس مؤخراً.
وكانت العاصمة الليبية قد شهدت اشتباكات دموية بين ميليشيات مسلحة، خلفت عشرات القتلى والجرحى بين عناصر الميليشيات وأفراد الأمن والمدنيين، وخلفت خسائر مادية كبيرة في الممتلكات العامة.
وكان ما يسمى “حراك سوق الجمعة” وهو أحد الجهات التي تقود المظاهرات، قد دعا، في بيان له، “سكان العاصمة والمدن المجاورة إلى الخروج من أجل ليبيا”، للمطالبة بـ”دولة مدنية وسلطة منتخبة ومؤسسات تخدم المواطن لا تحكمه بالقوة”.
ودعا الحراك “ممثلي المنظمات الحقوقية الوطنية وبعثة الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية متابعة فعاليات التظاهرة السلمية اليوم الجمعة”، التي أطلق عليها “جمعة الخلاص”.
وكان اجتماع ضم عمداء بلديات غرب طرابلس والمنطقة الغربية قد تمخض عن “سحب الاعتراف من الدبيبة وحكومته امتثالاً لصوت الشعب وتأييد مظاهرات الجمعة تحت مسمى جمعة الحسم”.
وأعلن الاجتماع، في بيان له، أن “الجمعة القادمة (23 مايو) انتفاضة سلمية في كافة الميادين والساحات لاسقاط الحكومة منتهية الشرعية”.
بالتوازي مع ذلك، يواصل طلبة “جامعة طرابلس” في ليبيا اعتصامهم، لليوم السادس على التوالي، احتجاجاً على وجود ميليشيات مسلحة بالقرب من الجامعة ومنشآتها.
من جهتها، شددت “المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان”، في بيان لها، على أهمية الالتزام الكامل من جانب السلطات ووزارة الداخلية ومديرية أمن طرابلس بصون حقوق الليبيين في التظاهر والتعبير عن آرائهم”.
وكان رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي قد قال إن “القيادة السياسية والعسكرية تتحرك بخطى ثابتة لضبط الأوضاع وفرض سلطة الدولة”.
وشدد، في تصريح له، على أن “لغة السلاح لن تكون وسيلة لحل الخلافات، وأن الطريق نحو الاستقرار يمر عبر طاولة الحوار، لا ميادين القتال”.
وتشهد ليبيا جهوداً لاحتواء التوترات الأمنية والسياسية في طرابلس، بعد اشتباكات عنيفة، الأسبوع الماضي، بين ميليشيات مسلحة، خلفت قتلى وجرحى.