ليبيا الان

مزارع في الكفرة يحوّل أوراق المانجو إلى فحم نظيف

العنوان

ابتكر المزارع الليبي توفيق صالح عبد الرحيم من مدينة الكفرة، طريقة فريدة لتحويل أوراق المانجو المتساقطة، التي كانت تُعد نفايات زراعية، إلى فحم نظيف وصديق للبيئة، في تجربة تجمع بين الابتكار والاستدامة البيئية.

ووفقًا لـ “وكالة الأنباء الليبية“، يحمل توفيق، وهو مزارع خمسيني بخبرة تفوق 25 عامًا في المجال الزراعي وخريج معهد الكهرباء، رؤية مختلفة لأشجار مزرعته. فقد تحوّل انزعاجه من تراكم الأوراق في أرضه إلى دافع للبحث والتجريب، فبدلًا من حرقها كما كان يفعل سابقًا، قرر أن يمنحها حياة جديدة.

بداية الاكتشاف

بدأت الفكرة تتبلور عندما لاحظ خلال عملية تسميد الأوراق وجود مادة قشرية صلبة لفتت انتباهه، وفتحت أمامه آفاقًا جديدة.

كانت تلك اللحظة، بحسب وصفه، نقطة تحول، انطلقت منها رحلته لتحويل المخلفات إلى طاقة مستدامة.

أكثر من مزارع

“أنا لست مجرد مزارع، بل مبتكر ومهندس بيئي”، بهذه العبارة يلخص توفيق فلسفته في العمل؛ فهو يرى في شجرة المانجو “فردًا من العائلة”، وفي الزراعة مسؤولية تتجاوز الإنتاج إلى رعاية الأرض وتطوير أساليب التعامل معها.

رغم بساطة الفكرة وحداثتها، لم يواجه توفيق أي عراقيل قانونية أو سخرية اجتماعية، بل وجد دعمًا واسعًا من عائلته والمجتمع المحلي في الكفرة، الذين رحبوا بالفكرة وشجعوه على تطويرها.

أثر بيئي واقتصادي ملموس

يشير توفيق إلى أن مشروعه أسفر عن انخفاض كبير في معدلات حرق الأوراق العشوائي، وتحسن ملحوظ في نظافة البيئة المحيطة، إلى جانب رفع مستوى الوعي لدى المزارعين بأهمية إعادة تدوير المخلفات.

ورغم تحقيقه لعائد اقتصادي متواضع، إلا أن رسالته الأساسية تبقى بيئية بالدرجة الأولى، موجهًا انتقادًا لممارسات الحرق التقليدية التي تضر بالتربة والهواء.

مصنع صغير لتحويل النفايات إلى موارد

يطمح المزارع المبتكر إلى تأسيس مصنع صغير لتحويل المخلفات الزراعية، ليس فقط أوراق المانجو، بل جميع أنواع بقايا الأشجار، إلى فحم نظيف يفي باحتياجات المجتمعات الريفية دون الاعتماد على الفحم الصناعي.

شارك توفيق مؤخرًا في المعرض الزراعي بمدينة الكفرة، حيث عرض تجربته أمام جمهور كبير من المزارعين والمهتمين.

لم يكن هدفه تسويق منتجه بقدر ما كان يسعى لنشر ثقافة الابتكار الزراعي المستدام، خاصة بين الشباب.

ويختتم توفيق حديثه برسالة واضحة: “المخلفات ليست نفايات، بل موارد كامنة تنتظر من يستثمرها بذكاء”. داعيًا شباب المزارعين إلى البحث المستمر، والتفكير خارج الصندوق، من أجل زراعة أكثر وعيًا واستدامة.

ويصف اللحظة التي رأى فيها أول قطعة فحم من أوراق المانجو بأنها “انتصار شخصي”، قائلاً: “نفسي الجديدة تشكر نفسي القديمة، لقد تعلمت وأصبحت أكثر نضجًا”.

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة العنوان الليبية