ليبيا الان

مبادرة شبابية من الجنوب تضع الزراعة الذكية في صميم الأمن الغذائي

العنوان-سبها

تحوّل مشروع “الجنة الخضراء” للزراعات المائية، الذي يقوده الشابان سراج بشية ومنير بنور، إلى نموذج ملهم لريادة الأعمال الزراعية في ليبيا، معتمدًا على تقنيات الزراعة الذكية والريّ الموفر للمياه، ما مكّنه من المساهمة الفعلية في دعم الأمن الغذائي وتحويل التحديات البيئية إلى فرص للنمو.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية (وال) عن مؤسسا المشروع قولهم: “إن الفكرة انطلقت من الجنوب في أواخر العام 2019، كرد فعل مباشر على التدهور البيئي، لاسيما ظاهرة التصحر ونقص الموارد المائية، ورغم ضعف الإمكانات وغياب البنية التحتية، تمكن المشروع من التوسع بفضل الابتكار والاعتماد على حلول مستدامة”.

وأوضحا أن “الجنة الخضراء” تعتمد نظام الزراعة المائية والري الدائري المغلق، ما يخفض استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالأساليب التقليدية، كما تستخدم تقنيات رقمية للتحكم في البيئة الزراعية بدقة، مما يرفع جودة وكفاءة الإنتاج.

وأشار بشية وبنور إلى أن السوق المحلي بدأ يُظهر وعيًا متزايدًا تجاه المنتجات الصحية والطبيعية، وهو ما انعكس في ارتفاع الطلب على منتجات المشروع، خصوصًا بعد تنظيم حملات توعية والمشاركة في أسواق محلية.

وإلى جانب الإنتاج، تتبنى الشركة بُعدًا تنمويًا من خلال تنفيذ برامج تدريبية تستهدف الشباب، بالتعاون مع منظمات محلية ودولية.

ومن أبرز قصص النجاح، شاب من سبها استطاع، بعد تلقيه التدريب، تأسيس مشروعه الزراعي الخاص لتزويد السوق المحلي بالخضروات الطازجة.

وكشفا عن خطط توسع داخل مناطق الجنوب والمناطق الجبلية، بالاعتماد على مصادر المياه الجوفية والتقنيات الزراعية الحديثة، بالإضافة إلى تواصل مع جهات محلية ودولية لعقد شراكات استراتيجية تدعم التوسع المستقبلي.

وأكد سراج ومنير أن “الجنة الخضراء” يلتزم بنموذج اقتصادي يدمج الربح بالتأثير الإيجابي، من خلال استثمار جزء من العائدات في تطوير تقنيات الزراعة وتوفير فرص تدريبية، كما يعتمد المشروع على الطاقة الشمسية لخفض التكاليف وتحقيق استدامة بيئية.

وبيّنا أن أكبر التحديات التي واجهتهما لم تكن تقنية فحسب، بل ثقافية أيضًا، إذ كان من الصعب إقناع المجتمع بفعالية الزراعة دون تربة، إلا أن النتائج الملموسة ساعدت في تغيير هذه القناعات وزيادة الإقبال على الدورات التدريبية.

وأكد المؤسسان أن المشروع يُسهم بفاعلية في تقليص الاعتماد على الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية، داعيين إلى تبني استراتيجية وطنية شاملة تدعم التقنيات الحديثة وتُسهّل ولوج المشاريع الناشئة إلى السوق.

واختتما حديثهما بالتأكيد على أن التكنولوجيا تُعد محورًا أساسيًا في المشروع، وأنه يتم حاليًا تطوير نموذج منخفض التكلفة يناسب احتياجات الجنوب، بما في ذلك تجارب ميدانية للزراعة العمودية باستخدام الطاقة الشمسية.

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة العنوان الليبية