ليبيا الان

فساد مافيوزي يمشي على أربع عجلات: «عائلة الدبيبة تحول طرابلس إلى شركة خاصة بين رشاوي جنيف وكريتا»

مصدر الخبر / قناة ليبيا 24

عبدالعزيز الزقم – ليبيا 24

عائلة الدبيبة بين رشاوي جنيف ورشاوي الكريتا… القصة الكاملة بين عبد الحميد وتكالة: حين تُدار الدولة بأموال ولاءات وعجلات

في قلب طرابلس، حيث يزعم من يدّعون الحكم – آل الدبيبة- أنّهم يمثلون الشعب، تتراصّ دولاب السلطة كأنها فرقة أوركسترا تُدار بنوتة مالية مغلفة بالشبكات العرقية والعائلية. هذا النص ما هو إلا مرثاة لطرابلس التي احتضنت فساد عائلة الدبيبة ليس في الخفاء، بل في الصفحات الرسمية والمنصات الدولية، حيث استطاعت عائلة واحدة أن تحكم العاصمة بمنهجية شركة قابضة، تسخر الموارد والمنصات والتعيينات، لتدير الدولة مبضعًا في يدها.

جنيف 2021: مجلس الحوار كمزاد علني

حين دُعي المجتمع الدولي إلى مشهد الحوار السياسي في جنيف عام 2021، ذهبت الأسطورة أننا نراقب ولادة توافقٍ وطني. لكن ما حدث لم يكن حوارًا، بل مزادًا سياسيًا أُجريت فيه عملية شراء جماعية للأصوات. بحسب تحقيقات الأمم المتحدة وتسجيلات سرية تم نشرها لاحقًا، فُتح باب “الميزانية المفتوحة” لعائلة الدبيبة. صوتٌ واحد كُتب له سعرٌ ثابت: 500 ألف دولار. ليس لأن لديه رؤية، بل لأن الرؤية هنا تُشترى وليس تُقدم. تُشير المصادر إلى أن عبد الحميد الدبيبة، الواجهة الناعمة لهذا النموذج، لم يكن سوى قطعة ديكور. الفريق الحقيقي، الرجل الذي خطط ونفذ ومول، هو علي الدبيبة، اليد التي لم ترف يوماً عن منافذ القرار.

القبض على الدولة: من المال إلى الوظيفة إلى الولاء

لماذا امتلكت هذه العائلة كل شيء؟ لأن كل شيء لها على الطاولة. منذ أكتوبر 2021، عندما تسلّم عبد الحميد رئاسة الحكومة، اعتُبرت ليبيا ساحة بيع وشراء عقود الدولة: أجهزة كهربائية، مشروعات الطاقة، المقاولات، الإعلام، التعليم… كل قطاع تحوّل إلى محفظة استثمارية.

متى كان الفساد محصّناً بالولاء؟ هنا، اليوم، حيث تُعيّن المناصب عبر «علاقات داخلية» لا مشاريع وطنية. الأسماء الكبرى — ODAC، LIDCO — لم تعد مؤسسات تابعة للدولة، بل أدوات تُسيّر من مكتب عائلي، ومن ورائهم من يقوم بتعديل الميزانيات كما يُبرمج شركة ناشئة.

انتخابات تكالة 2023: 59 كريتا و59 صوتًا مبرمجًا

في عام 2023، ومع تهيئة المناخ داخل المجلس الأعلى للدولة لضمان ولاء سياسي بلا انقطاع، ظهر محمد تكالة كممثّل العائلة في المجلس. لم يكن سياسيًا، بل امتدادًا ناعماً للحضيرة العائلية. تولى منصب رئيس المجلس بـ59 صوتًا… رقم يطابق بدقة عدد سيارات “هيونداي كريتا” وُزعت على الأعضاء قبل الساعة الانتخابية. أصبحت السيارة وحدة قياس سياسية: صوتك لنا = كريتا لك. لم تعد هناك شرعية تُعيّن بالسند القانوني، بل تُسوّق بالهدايا المادية.

شبكة متكاملة: المال، الولاء، الإعلام، الأمن

العائلة لا تكتفي بالسيطرة على الحكومة والمجلس الأعلى فحسب. فقد تسللت إلى الإعلام؛ كان رجالها صحفيين ومقدّرين، أو مشغّلين يُهدّدون ويُرهبون. اختراق المؤسسات الأمنية كان بنفس السهولة: ضباط ينسبون الولاء للعائلة، لا للدولة. تمكين القبائل كان أيضًا عن طريق توزيع الرشاوى والمنح، مقابل الصمت والتأييد. أما القضاء، فصُهْرَ في معامل المال والسلوك السري، حتى أصبح المختار منه تابعًا، وليس مستقلاً.

الشعب في الظل: المؤجِّل بأموال الرشاوى

أما المواطن العادي، فحصّ صوته لم يُسمع، وكل وعود الانتخابات الجديدة أصبحت منتظرة بلا موعد. خرجت بيانات رسمية تعده، ثم تدخل العائلة لتأجيلها. ولأول مرة في التاريخ الحديث، أصبح الشعب جزءًا من جمهور درامي مبني على الرشاوى، لا على الحقوق. وأنى لهم أن يطالبوا؟ إنهم لا يعرفون مين هو من؟ ولا ما الوظيفة التي وُعدوا بها؟ لكنهم يعرفون عدد الكريتا التي امتلكها أعضاؤهم.

النهاية القريبـة: تاريخ العدالة قادم لا محالة

شبكة كهذه، ما بنيت على مشروع وطني، لا تبقى. الفساد بذوره ملوّثات قابلة للسقوط. التاريخ لا يرحم الأنظمة التي تُبني على الولاءات المزيفة، والمؤسسات التي تُدار كهياكل تجارية. حين ينتفخ الملف الحقوقي، وتنكشف الوثائق الماليّة، لن يكون الأمر عن عبدالحميد فقط، بل عن شبكة متكاملة تُسمّى “العائلة”.

فليبيا التي تُحتجَز اليوم بين جنيف ومجلس الدولة، بين صوت يُشترى وكريتا تُمنح، ستنهار… وستنهض منها الحقيقة، كما يُشرق الفجر بعد أسود الليل.

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

قناة ليبيا 24

أضف تعليقـك

5 × 4 =