اعتبر مدير المركز الليبي للبحوث والتنمية، السنوسي بسيكري، أن رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، هو الأكثر ملاءمة لتمرير الخطة الجديدة للبعثة الأممية في ليبيا.
وقال بسيكري، في تصريح صحفي، إنه “يفصلنا أسبوعين تقريبا عن إعلان خارطة الطريق التي وعدت المبعوثة الأممية هانا تيتيه بالإفصاح عنها خلال إحاطتها الأخيرة في مجلس الأمن”.
وأضاف؛ “بقدر ما تتجه الأنظار إلى البعثة وخطتها لتسوية النزاع الليبي، بقدر ما تتطور الأحداث في الداخل والخارج تفاعلا ما القادم من البعثة الأممية”.
وأردف؛ “كانت أهم التطورات التغيير الذي وقع في مجلس الدولة بعد انعقاد جلسة للمجلس استوفت النصاب وانتهت بانتخاب رئاسته بمناصبه الثلاثة”.
وعقب موضحًا؛ “عاد تكالة لقيادة مجلس الدولة، وكانت ردود الفعل أكثر صدى بعد دعم البعثة الأممية للانتخابات وقبولها بنتائجها، لتتبعها في ذلك بعض الأطراف الدولية المؤثرة”.
وتابع، “هذا التطور اللافت لا يمكن استبعاده من السير الحثيث باتجاه خارطة الطريق”، مضيفًا؛ “البعثة التي أيدت انتخابات مجلس الدولة يهمها أن يكون الوضع السياسي أكثر ترتيبًا واستقرارًا على الشكل الذي يدعم غاياتها”.
وأشار إلى أن “البعثة تستفيد من تعثر أو توقف المسار الذي يمكن أن يشكل تحديا لخارطة الطريق ممثلا في تقارب وتفاهم عقيلة والمشري”، مبينًا أنه “إذا صح هذا التحليل فإن الترجيح سيكون للخيار الرابع من خيارات اللجنة الاستشارية وهو وخيار تشكيل «مجلس تأسيسي»”.
ولفت إلى أن “إعادة ترتيب التموقع السياسي في جسمين سياديين يعود إليهما اعتماد التوافقات سيكون هو الأكثر ملاءمة لتمرير الخطة الجديدة للبعثة وهذا يتحقق مع وجود تكالة في رئاسة مجلس الدولة وليس المشري”.
وقال إن “اجتماع لجنتي 6+6 والاستشارية تضمن تفاهمات بينهما من بينها إعادة النظر في قوانين الانتخابات وفي التعديل الدستوري بالخصوص”، مردفًا أن هذا “يمهد الطريق للقبول بخارطة طريق شاملة تعالج كل المختنقات الرئيسية التي يتمترس حولها أطراف النزاع في الغرب والشرق”.
وأكمل أن “زيارة مسعد بولس مستشار ترامب كانت معنية بالتحول السياسي المرتقب وكان هذا مضمنا بوضوح في تصريحاته التي سبقت الزيارة”، لافتًا إلى أنه “معلوم أهمية الدور الأمريكي في أي ترتيبات تفضي إلى تحول كبير في المشهد السياسي الليبي”.
وعقب موضحًا؛ “القاهرة تترقب بحرص واهتمام شديدين اتجاه الأوضاع السياسية في ليبيا، ولن تكون بعيدة عن الترتيبات التي ستأتي بها خطة البعثة الأممية”.
وأضاف أن “اجتماع أنقرة الذي ضم ميلوني وأردوغان والدبيبة هو اجتماع غير تقليدي، ولا يمكن تأطيره بالمصالح الاقتصادية والتخوفات الأمنية فقط”، مضيفًا أن “المصالح الاقتصادية والتهديدات الأمنية مرتبطة بقوة بالوضع السياسي وما يمكن أن يؤول إليه شكل السلطة والنفوذ عقب خارطة الطريق”.
وقال إن “إيطاليا وتركيا تمثلان امتدادًا لواشطن خاصة في عهد دونالد ترامب، لذلك فإن الاجتماع يمكن أن يكون بخصوص التحول القادم في البلاد”، مردفًا أن”هناك حراك محلي وخارجي يمكن وصفه بالمحموم للبحث في كيفية التماهي مع خطة البعثة وتمرير بعضه مضامينها لصالحها”.
وختم موضحًا أن “التركيز في الحراك متعدد الجهات والاتجاهات يدور حول مسألة محورية ضمن الخارطة وهي الحكومة الجديدة”.