ليبيا24
إلغاء الشهادة الإعدادية بين تخفيف العبء الطلابي ومخاطر الانهيار التربوي أعادت حكومة الدبيبة المنتهية الولاية الجدل حول مصير التعليم في ليبيا بعد إعلان وزارة التربية والتعليم دراسة مقترح إلغاء امتحان الشهادة الإعدادية، وتحويلها إلى “مرحلة نقل” تعتمد على التقييم المدرسي السنوي.
القرار الذي جاء بناءً على استطلاع رأي إلكتروني أظهر تأييدًا بنسبة 74%، واجه انتقادات حادة من تربويين وخبراء حذّروا من تداعياته على جودة التعليم، في وقت تشهد فيه المنظومة التربوية أزمات متعددة، أبرزها تفشي الغش وانهيار البنية التحتية للمدارس.
تفاصيل المقترح وآلية التنفيذ:كشف بيان وزارة التربية والتعليم عن تشكيل لجنة مختصة لدراسة المقترح، الذي يقضي بإلغاء الامتحان الوطني الموحد للشهادة الإعدادية، واستبداله بتقييم داخلي في المدارس. وجاء القرار ضمن “خطة إصلاحية” تهدف إلى تحديث نظم التقييم، وفقًا للوزارة، التي أكدت أن المقترح ما زال في مرحلة النقاش، ولم يُتخذ بشأنه أي قرار نهائي.تحذيرات تربوية: “القرار يهدد بفوضى تعليمية”تصدرت المؤسسات التعليمية الرسمية موجة الرفض، حيث وصف مجمع القرآن الكريم المقترح بـ”المجازفة التربوية”، محذرًا من تحويل الشهادة الإعدادية إلى “سنة نقل” دون ضوابط تكفل العدالة. وفي ذات السياق، اعتبر المفتش التربوي أكرم الربيعي أن الامتحان يمثل “حلقة وصل حيوية” بين التعليم الأساسي والثانوي، مشيرًا إلى أن إلغاءه سيُضعف ضبط الجودة ويُعمّق التفاوت بين المدارس.
من جانبه، قال المربي بشير الخمسي: “الإعدادية ليست مرحلة عابرة، بل محطة تقيس مستوى الطالب وتُعزز المسؤولية. إلغاؤها سيفتح الباب للتسيب ويُفقد التعليم قيمته.”أصوات مؤيدة: “كفى إرهاقًا للطلاب”في المقابل، رحّب عدد من أولياء الأمور بالمقترح، مثل عصام الشلوي، الذي رأى أن الإلغاء “يُنهي معاناة غير ضرورية”، بينما دافعت ولية الأمر أسماء عن القرار باعتباره “تخفيفًا للضغط النفسي عن أطفال لا يتجاوزون 15 عامًا”.مخاوف من “التسرّع” واستبعاد الخبراء:أثارت آلية طرح المقترح عبر استطلاع إلكتروني استياءً بين المختصين، حيث انتقد المستشار التربوي عبد الرحمن طريبان “استبدال الحوار التربوي الرصين باستبيان افتراضي”، داعيًا إلى إشراف خبراء التعليم في صياغة السياسات بدلًا من الرأي العام.خاتمة: إصلاح التعليم يحتاج إلى رؤية شاملةيبقى السؤال الأكبر: هل يُعد إلغاء الامتحان الوطني حلًا لأزمات التعليم، أم أنه مجرد تهرب من معالجة المشكلات الهيكلية مثل: ضعف المناهج. تفشي الغش. نقص تأهيل المعلمين. في ظل غياب رؤية واضحة، يبدو أن القرار – إن تم – سيكون مجرد “مسكّن” لواقع تعليمي يعاني من أمراض مزمنة.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا
