رأى موقع أمريكي متخصص في الشؤون العسكرية، أن زيارة الفرقاطة التركية «تي جي غي قنالي آدا» إلى ميناء بنغازي، تُرسخ نهجًا جديدًا في ليبيا.
وقال موقع «ديفنس نيوز» الأمريكي، في تقرير له: “زارت الفرقاطة مينائي طرابلس وبنغازي هذا الشهر، وهي المرة الأولى التي تزور فيها سفينة حربية تركية المدينتين في مهمة واحدة. ووفقًا لوزارة الدفاع التركية، زارت الفرقاطة «قنالي آدا» ميناء طرابلس يومي 17 و18 أغسطس 2025، حيث عقد الطاقم اجتماعات مع كبار مسؤولي الدفاع الليبيين، وكانت الزيارة تهدف إلى إجراء مهام تدريبية بحرية مع البحرية الليبية”.
وأضاف الموقع “كانت بنغازي المحطة التالية للفرقاطة يومي 20 و21 أغسطس 2025. وهناك، اجتمعت وفود عسكرية تركية وليبية، حيث مثّل وزارة الدفاع الوطني التركية فريق بقيادة اللواء إلكاي ألتينداغ، وزار الوفد التركي الفريق أول ركن صدام حفتر، نائب قائد الجيش الوطني الليبي. وخلال المحادثات، ناقش الطرفان تطوير التعاون العسكري والبحري، وتبادل الخبرات التقنية والتكنولوجية، تحت شعار «ليبيا واحدة، جيش واحد»”.
وتابع “ردّ الفريق أول ركن صدام حفتر، الزيارة بزيارة الفرقاطة في بنغازي. ووفقًا لبيان صادر عن مكتبه، أكدت الزيارة «العلاقات التاريخية الوطيدة بين القوات البحرية الليبية والتركية، والالتزام المتبادل بتطويرها بما يخدم الأمن والاستقرار الإقليميين»”.
وأوضح سرحات غوفينش، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قادر هاس في إسطنبول، أن زيارة بنغازي تُشير إلى المصالحة بين تركيا والمشير خليفة حفتر، الذي لطالما كان على خلاف مع حكومة الوفاق الوطني التي كانت تدعمها أنقرة سابقًا، وتُمثل هذه الزيارة أول مرة تدخل فيها سفينة حربية تركية ميناءً خاضعًا لسيطرة القيادة العامة، حيث شاركت في مناورات مرور مشتركة ــ وهي لفتة رمزية تُشير إلى أن تركيا لم تعد مرتبطة بطرف واحد، بل منفتحة على العلاقات مع ليبيا بأكملها.
وأشار غوفينش إلى تقارير تفيد بأن البرلمان الذي يتخذ من بنغازي مقرًا له، قد يُصادق على مذكرة التفاهم بشأن الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، والتي وُقعت في الأصل بين أنقرة وحكومة الوفاق الوطني. ومن شأن هذه الخطوة أن تُمثل امتدادًا مباشرًا لهذه المصالحة، وتؤسس التعاون بشأن إحدى القضايا الاستراتيجية الأكثر حساسية بين البلدين.
وشدد الموقع الأمريكي على أن الزيارات إلى طرابلس وبنغازي تعد تتويجًا لجهود دبلوماسية طويلة الأمد. فخلال الحرب، دعمت تركيا حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس، مما أدى إلى اشتباكها مع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر.
وأكد أن تركيا سعت لاحقًا إلى رأب الصدع في ليبيا، بدءًا من مشاركتها في اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في ديسمبر 2021، تلتها جولة ثانية في أبريل 2024، وزيارات الوفود الفنية اللاحقة التي مهدت الطريق لحوار أوثق. وبناءً على هذه العملية، زار الفريق أول ركن صدام حفتر، رئيس أركان القوات البرية للجيش الوطني الليبي، أنقرة بدعوة من قائد القوات البرية التركية، في خطوة محورية نحو الحوار العسكري. وعاد الفريق أول ركن صدام حفتر إلى تركيا في يوليو خلال معرض الدفاع الدولي 2025، حيث التقى وزير الدفاع التركي يشار غولر.
وختم الموقع تقريره بالقول: “مع مرور الوقت، قد تُرسّخ تركيا مكانتها كمورّد للمعدات الدفاعية لليبيا الموحدة. وبما أن ليبيا ستحتاج على الأرجح إلى إعادة تسليح وهيكلة قواتها المسلحة في حال تولّت حكومة موحدة زمام الأمور، فقد قدّمت الزيارة أيضًا الفرقاطة التركية «قنالي آدا» كنموذج للفرقاطات التركية من طراز «آدا»”.