اعتبر المحلل السياسي فرج فركاش، أن الخطة التي قدمتها المبعوثة الأممية هانا تيتة، لا تزال تواجه تحديات كبيرة على المستويين المحلي والدولي، الأمر الذي يهدد فرص نجاحها في الدفع نحو انتخابات شاملة.
وقال فركاش، في مداخلة مع قناة الوسط، إن تيتة وضعت شروطًا مبدئية قبل الانتقال إلى مرحلتي الحوار والانتخابات، أبرزها إعادة هيكلة المفوضية العليا للانتخابات، وتهيئة القوانين المنظمة للعملية الانتخابية، إلا أن هذين الشرطين، يثيران إشكاليات عدة، لا سيما في ظل ما وصفه بـ “المعارضة غير المعلنة” من رئيس المفوضية عماد السائح.
وأضاف أن جوهر الخلاف يكمن في القوانين الانتخابية.
وأشار إلى أن لجنة “6+6″، رغم توصيات اللجنة الاستشارية، لا تزال متمسكة بمخرجاتها السابقة. كما شكك في قدرة هذه اللجنة على تجاوز النقاط الخلافية، خاصةً وأن القوانين المقترحة تعيد إنتاج نفس الأسباب التي أدت إلى فشل انتخابات ديسمبر 2021.
ولفت فركاش، إلى أن واحدة من الإشكالات المطروحة اشتراط التزامن في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ما يعني إلغاء نتائج إحداها إذا تعثرت الأخرى. كما لفت إلى وجود ملفات خلافية أخرى، مثل ترشح العسكريين، ومزدوجي الجنسية، إضافة إلى التحفظات على بعض الشخصيات المرتبطة بقضايا لدى محكمة الجنايات الدولية.
وفيما يتعلق بالموقف الدولي، أكد فركاش أن هناك غيابًا للدعم الجاد، متسائلًا عن توقيت صدور بيان البعثة الأممية رغم إعلان الخطة منذ 21 أغسطس، ما يعكس – على حد وصفه – وجود حالة من عدم التوافق الدولي بشأن المرحلة المقبلة.
وفي سياق مداخلته، قال فركاش إن “تيتة” نفسها أقرت بشكل غير مباشر بعدم واقعية خريطتها، حين أكدت صعوبة استثناء الأجسام السياسية الحالية، وعلى رأسها مجلس النواب والأعلى للدولة، من المرحلة الانتقالية، ما يعزز من احتمالات تعثر العملية السياسية في غياب إرادة حقيقية للتغيير.
ووصف فركاش خارطة الطريق بأنها “محاولة لترضيـة جميع الأطراف المتصارعة، مؤكدًا أنها تعكس مقاربة تقوم على المجاملة السياسية أكثر من كونها خطة عملية قابلة للتنفيذ.
وبين أن الخطة سعت إلى إشراك المجلسين في أي ترتيبات سياسية مستقبلية، بما في ذلك تشكيل حكومة جديدة، رغم عدم وضوح طبيعة هذه الحكومة إن كانت موحدة أم بديلة للحكومتين الحاليتين، كما حرصت على استرضاء رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، من خلال الإبقاء على احتمال بقائه في منصبه إلى حين إجراء انتخابات “جدية” أو التوصل إلى ترتيبات تقود إليها.