استقبلت جامعة بنغازي اليوم الإثنين، الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ سنوات، لتعيد إطلاق جسور التعاون بين الجامعة ومحيطها العربي.
وجاءت الزيارة، التي وصفت بـ”التاريخية” تتويجاً لمرحلة جديدة من الاستقرار والأمن التي تشهدها المدينة، بفضل جهود القوات المسلحة الليبية بقيادة القائد العام المشير خليفة حفتر، مما مكن الجامعة من استعادة دورها الريادي والمشاركة الفاعلة في المحافل الأكاديمية العربية.
وأعرب رئيس جامعة بنغازي الدكتور عز الدين الدرسي، عن اعتزازه بهذه الزيارة التي تمثل “لحظة استثنائية تعيد للجامعة حضورها العربي بعد سنوات من الانقطاع”، مشيراً إلى أن الوفد الزائر عبر عن إعجابه الشديد بالتطور الملحوظ في البنية التحتية والمستوى الأكاديمي، والذي حققته الجامعة رغم كل التحديات.
من جهته، أكد الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية على المكانة التاريخية لجامعة بنغازي، كونها إحدى الجامعات المؤسسة للاتحاد عام 1964 واستضافت أول اجتماع تأسيسي له.
وأشار إلى أن زيارته تهدف إلى “إعادة الزخم للعلاقات بين الاتحاد والجامعة”، معرباً عن إعجابه بالإنجازات الأكاديمية التي شهدها.
وشدد على أهمية تعزيز التعاون في المرحلة القادمة لدعم التعليم العالي في ليبيا والمنطقة العربية.
وشهد اللقاء مناقشة جملة من مقترحات التعاون المشترك، شملت تنظيم مؤتمرات علمية مشتركة، وندوات متخصصة، ودورات تدريبية لتطوير الكفاءات الأكاديمية، بما يسهم في رفع مستوى التعليم والبحث العلمي.
وأشاد الأمين العام بالاعتمادات المؤسسية التي حصلت عليها كليات الجامعة، معتبراً إياها دليلاً على التزام الجامعة بمعايير الجودة والتميز.
واتفق الجانبان على ضرورة تعزيز التواصل الأكاديمي وتبادل الخبرات، بما يرفع من مكانة جامعة بنغازي عربياً ودولياً، كما تمت الدعوة لعقد الدورة القادمة لاتحاد الجامعات العربية في رحاب الجامعة، في خطوة تؤكد عودة دورها الريادي على الساحة العربية.
استكمالاً لبرنامج الزيارة الرسمية، قام الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، الدكتور عمرو عزت سلامة، والوفد المرافق له، بجولة ميدانية شملت أرجاء جامعة بنغازي، اطلع خلالها على المشاريع التطويرية والنهضة العمرانية التي تشهدها الجامعة، والتي تم تنفيذها برعاية ودعم من صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا.
وأعرب الوفد الزائر عن إعجابه البالغ بالطفرة التنموية والتحول النوعي في البنية التحتية والمرافق الأكاديمية، والتي تجسدت في المباني الحديثة، والقاعات المجهزة بأحدث التقنيات، والمختبرات العلمية المتطورة، مما يعكس الجهود الكبيرة والمستمرة لإعادة إعمار ليبيا ونهضتها الشاملة.
وشدد الأمين العام خلال الجولة على أن “هذه المشاريع التنموية العملاقة ليست مجرد مباني، بل هي صروح علمية تشهد على إرادة التحدي والعزم على بناء المستقبل”.
واعتبر أن ما تحقق على أرض الواقع “يمثل نموذجاً ملهماً للتعاون بين مؤسسات التنمية والجهات الأكاديمية في بناء اقتصاد المعرفة”.
كما ثمن الدور المحوري لصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا في دعم قطاع التعليم العالي، منوهاً بأن “هذا الدعم يمثل استثماراً في الإنسان، وهو أساس أي تنمية حقيقية”.
وأكد أن اتحاد الجامعات العربية يتابع باهتمام بالغ مسيرة الإعمار في ليبيا، ويدعم كل الجهود الرامية إلى تعزيز مكانتها الأكاديمية.
