قال الناشط السياسي عبدالله الغرياني، إن قرار الحرب في العاصمة طرابلس ليس في يد رئيس الحكومة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، مشيرًا إلى أنه يحتاج للحصول على غطاء إقليمي، وهو ما لم يتحصل عليه حتى الآن.
وأضاف الغرياني، في حديث لقناة «ليبيا الحدث»، أن الدبيبة يحاول بشكل أو آخر حشد التأييد داخليًا، وخلق نوع من الاصطفاف، معتقدًا هو والمحيطين به أنهم قادرون على فرض أمر واقع مختلف.
وأشار إلى أن قرار الحرب أوقف في ليبيا وعليه “فيتو” إقليمي ودولي، لافتا إلى أن بيان الأمم المتحدة كان واضحاً وصريحاً، حتى عندما إعلان العمليات المسلحة بعد أحداث التكبالي في أبو سليم، حيث صدرت بيانات تطالبه بإيقاف الصراع المسلح.
وأكد أن الدبيبة وما يطلق عليهم “آل الدبيبات” دخلاء على العملية السياسية، معتبرًا أنهم سلطة أتت نتيجة وفاق لأطراف أخرى، لكن الدبيبة أقصى هذه الأطراف التي صنعت حالة السلام، ووافقت على عملية سياسية وارتضت إنهاء الصراع في 2019-2020 وبدء مرحلة جديدة تحت مسمى خارطة الطريق للحل السياسي الشامل.
وأوضح أن الحكومة المؤقتة جاءت لفترة محددة لتوفير البيئة الملائمة لإجراء العملية الانتخابية، إلا أن رئيسها عبد الحميد الدبيبة، خلق حالة فوضى، وعرقل العملية السياسية منذ قدومه، متسببًا في التعقيدات التي ظهرت، والمصطلحات التي يمرر فيها تيار المفتي حول مناقشة الدستور أولاً، وغيرها من المناكفات السياسية.
واعتبر الغرياني، أن تصاعد حالة الصدام المسلح، وتدخل الأطراف المسلحة للهيمنة على المؤسسات والقرار السياسي من قبل ما يعرف بجهاز دعم الاستقرار بقيادة عبد الغني الككلي ومجموعته، تزامن مع بدء عمل اللجنة الاستشارية وفرضها إطارات للحلول، مما أضعف موقف الدبيبة في مسألة السلطة والمؤسسات وعملية التقاسم، وأدى إلى إشعال الصراع المسلح في طرابلس خلال مايو الماضي، وتم قتل رئيس جهاز دعم الاستقرار أثناء اجتماع رسمي بحضور وزير الدفاع.
ووصف الغرياني، هذا الصراع بالعبثي، مؤكدًا أنه يعجل العملية السياسية ويغرقها في الفوضى والبلبلة، ويضع الحكومة في موقع رئيسي ضمن هذا الصراع.
وبينً إلى أن محاولات الدبيبة لإظهار نفسه كطرف أقوى داخل طرابلس لم تنجح، بل أصبح اليوم الحلقة الأضعف في المشهد السياسي الليبي، رغم التحشيدات الدولية والتحذيرات والبيانات الأممية الأخيرة، والتي لم تدعم جهوده، رغم أن حججه كانت محاربة الميليشيات والفصائل غير النظامية.
ولفت إلى أن هناك أكثر من أربع مجموعات مسلحة، وخمس أخرى تابعة للمجلس الرئاسي، تعادي سياسات عبد الحميد الدبيبة بصفتها ميليشيات غير تابعة للشرعية الرسمية، ما يعقد فرصه وحظوظه في فرض سيطرته على القرار السياسي والمالي في طرابلس.