قال الخبير الاقتصادي مختار الجديد إن تجربة منظومة التتبع للبضائع التي واجهت رفضًا من الموردين خلال عامي 2020 و2022، تهدف إلى الحد من الفساد في الاعتمادات المستندية، لافتًا إلى أن بعض التقارير تشير إلى أن نسب الفساد في الاعتمادات تصل إلى (30%) أو(44%) من قيمتها، حيث يتم توجيه جزء كبير منها إلى تجارة العملة بدلاً من توريد بضائع حقيقية، ما يحقق أرباحًا تفوق العوائد الفعلية للتجارة.
وأشار الجديد في مداخلة على قناة سلام إلى أهمية الاستمرار في تطبيق هذه الإصلاحات رغم الصعوبات والمعارضة، مؤكدًا أن منظومة التتبع تمثل خطوة مهمة في مكافحة الفساد وتقليصه داخل النظام الاقتصادي.
ورأى الجديد أن أي خطوات للإصلاح والتغيير عادة ما تصاحبها مشكلتان رئيسيتان: الأولى تتعلق بالرفض الطبيعي للتغيير، والثانية رفض حاد يهدف إلى تعطيل المشاريع بسبب الأضرار المحتملة أو المصالح الشخصية المتضررة، مشدداً على ضرورة مواجهة هذا الرفض الحاد للمضي قدماً في مسيرة التغيير دون تراجع.
وأشار إلى أن تنفيذ منظومة التتبع سيضع ضغوطًا على المتورطين في تجارة الاعتمادات والعملات، لافتاً إلى أن النظام لا يقضي على الفساد بشكل مطلق، لكنه يقلصه إلى أدنى حد ممكن، وهو الهدف الأساسي للمنظومة.
وأضاف: “عندما يواجه مشروع إصلاحي معارضة قوية، فهذا دليل على أنه سيحد بشكل فعلي من الفساد الموجود في السوق”.
وبين الخبير الاقتصادي، وجود بعض التجار الذين يرفضون إصلاحات المصرف المركزي لأنها تمس مصالحهم، في حين يعبر آخرون عن مخاوف تستوجب الاستماع إليها والعمل على حلها.
وأضاف أن الحوار مع هؤلاء التجار ضروري لفهم مخاوفهم وتقديم الحلول المناسبة، مؤكدًا أن المشروع يضع جميع التجار على قدم المساواة، لكنه استدرك بأن بعض هذه المخاوف قد تكون صحيحة وتستحق الاهتمام والمعالجة.
وأكد أن أي مشروع جديد يواجه في بدايته عقبات قد تؤدي إلى تعطيل جزئي، لكن الاستمرار في التنفيذ أمر حيوي لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
وفيما يتعلق بالمصرف المركزي، أوضح الجديد أنه يعمل على عدة محاور ويعد مشروعًا جادًا رغم بعض النقاط التي لم يتم التوفيق فيها بعد، مثل شهادات الاستثمار. وأشار إلى أن المشروع قدم خدمات مهمة خلال فترة 8 إلى 9 أشهر، منها الدفع الإلكتروني والرواتب اللحظية، مؤكدًا وجود محاولات واضحة للنجاح والتقدم في الاتجاه الصحيح.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن خطوات المشروع مستمرة ومتتابعة، مع وجود بعض التحديات التي لا تزال قيد المعالجة، معربًا عن تفاؤله بتحقيق نتائج إيجابية في المستقبل القريب.