على الرغم من أن فصل الشتاء لم يبدأ بعد، إلا أن هطول أمطار غزيرة لبضع دقائق فقط كان كفيلاً بتحويل عدد من شوارع مدينة مصراتة إلى برك مائية، الأمر الذي دفع الشركة العامة للمياه والصرف الصحي إلى التدخل العاجل وبدء عمليات شفط المياه من الطرق الرئيسية والفرعية ومن أمام المدارس للرفع وتخفيف الأضرار ومعاناة المواطنين وضمان انسياب الحركة المرورية.
هذا المشهد المبكر أعاد إلى الواجهة ملف الاستعدادات لموسم الأمطار، حيث باشرت شركات الخدمات العامة في مصراتة وعدة بلديات أخرى، مثل ترهونة والخمس وقصر الأخيار، تنفيذ حملات موسعة لفتح وتنظيف مسارات الأودية والسدود والعبّارات المائية، في خطوة استباقية تهدف إلى الحد من مخاطر السيول والفيضانات التي قد تنجم عن انسداد مجاري المياه وتراكم المخلفات.
وتؤكد وزارة الحكم المحلي أن هذه الإجراءات تأتي استجابة للتحذيرات المتكررة من المركز الوطني للأرصاد الجوية، الذي شدد على أن غزارة الأمطار المفاجئة قد تؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه وغمر الطرق والممتلكات إذا لم تُتخذ التدابير الوقائية في وقت مبكر.
وتشمل الاستعدادات الحالية:
- إزالة الأتربة والمخلفات التي تعيق جريان المياه.
- صيانة العبارات والقنوات المائية.
- تجهيز فرق تدخل سريع ومعدات ثقيلة لمواجهة أي طارئ محتمل.
- متابعة جاهزية السدود ومسارات الأودية قبل ذروة موسم الأمطار.
ويرى مراقبون أن ما حدث في مصراتة يُعد جرس إنذار مبكر، يفرض على السلطات المحلية تكثيف جهودها لتفادي تكرار مشاهد الغرق والشلل المروري التي شهدتها بعض المدن الليبية في مواسم سابقة.