أكد رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية السابق، خالد المشري، أن الحسم العسكري في ليبيا غير ممكن في ظل المعادلات الإقليمية الراهنة، مشيرًا إلى أن العلاقة الحالية بين تركيا والمنطقة الشرقية تُعقّد أي سيناريو للحسم بالقوة.
وفي حديثه عبر بودكاست مع الإعلامية زينب تربح، أشار المشري إلى أن الأطراف الليبية الحالية “غير قادرة على الحسم”، لافتًا إلى أن المنطقة الغربية أصبحت أكثر ضعفًا بعد حرب 2019، نتيجة غياب التنسيق وتفكك القوى السياسية والعسكرية.
انتقادات حادة لآل الدبيبة
حمّل المشري مسؤولية هذا الضعف لما وصفه بـ”نهج آل الدبيبة”، في إشارة إلى إبراهيم، الحاج علي، وعبد الحميد الدبيبة، مؤكدًا أنهم “يحاولون أن يكونوا حفتر الغرب” عبر إدارة الصراع مع المليشيات بدلًا من توحيد المنطقة الغربية خلف مشروع وطني جامع.
وأضاف أن مشروع عبد الحميد الدبيبة “لم يكن إلا محاولة لبناء مجد شخصي للعائلة”، معتبرًا أن هذا التوجه ساهم في تعميق الانقسامات بدلًا من حلها.
عرض للتعاون المشروط
رغم الانتقادات، أبدى المشري استعداده “لوضع اليد في يد عبد الحميد الدبيبة” وتجاوز الخلافات، بشرط الاتفاق على قواعد واضحة للقضاء على المليشيات، لكنه انتقد ما وصفه بـ”ازدواجية الدبيبة”، الذي “يحارب المليشيات التي تعارضه باستخدام مليشيات أخرى تؤيده”.
خلط بين مفاهيم الدولة والحكومة
اختتم المشري حديثه بالتأكيد على أن الدبيبة “يخلط بين مفهوم الدولة ومفهوم الحكومة”، موضحًا أن “الحكومة ليست الدولة”، وضرب مثالًا بـقوة الردع، التي وصفها بأنها “ليست مليشيا خارجة عن سلطة الدولة، بل تتبع المجلس الرئاسي”.
تصريحات المشري تعكس موقفًا نقديًا تجاه أداء الحكومة الحالية، وتسلط الضوء على تعقيدات المشهد الليبي، خاصة في ظل استمرار الانقسامات وتعدد الولاءات.