ليبيا – تناول تقرير ميداني لمجلة 5280 الأميركية تجربة نور بن حميدة، صاحبة مشروع «أويا» لصناعة الحلويات والبقلاوة الليبية، بوصفه فرصة لمشاركة الطعام بين الثقافات بهدف التقريب بين الناس.
البداية من سكن جامعي
تتقن بن حميدة هذه الصناعة منذ 2019 حين بدأت إعداد العجينة الرقيقة في سكنها الجامعي بولاية ميشيغان الأميركية، ولاقت وصفات عائلتها رواجًا بين زملائها حتى صارت تبيعها لاحقًا في حملات جمع التبرعات لناديها الدولي وفي أسواق المزارعين لتمويل مشاريعها الريادية الأخرى.
من ميشيغان إلى كولارادو وإطلاق «أويا»
بعد التخرّج عادت إلى ولاية كولارادو حيث تستقر عائلتها منذ مغادرة ليبيا، وأطلقت في 2021 مشروعها الإلكتروني «مخبز أويا» مع والدتها نهلة شريف، وهو اسم المدينة القديمة «أويا» (طرابلس حاليًا) مسقط رأس العائلة.
وصفة عائلية بطابع ليبي
يعمل المشروع على طلبات بدأت شفهيًا للمشاركة في الثقافة الليبية. تصف بن حميدة نشأتها على إعداد صوانٍ كبيرة من البقلاوة مع عمتها في مناسبات مثل عيد الفطر. وتُحضَّر البقلاوة بطبقات رقيقة من عجينة الفيلو تصل إلى نحو 40 طبقة لكل دفعة، تُدهن بالزبدة المذابة وتُحشى بالمكسرات ثم تُغطى بالعسل بعد الخَبز.
جذور عثمانية ولمسة محلية
انتشرت البقلاوة إلى ليبيا في العهد العثماني، وتم تكييفها بمكوّنات محلية تميزها عن الأنواع الأخرى؛ إذ يُستعمل اللوز مع رشة من العسل الصافي بدل شراب السكر الشائع في دول أخرى. وتوضح بن حميدة أن بعض المناطق تضيف المكسرات كل خمس طبقات تقريبًا، أما في ليبيا فتُضاف كحشوة في المنتصف، كما أن البقلاوة ليست طعامًا يوميًا بل حلوى للمناسبات وتُقدَّم في هدايا صغيرة بالأفراح.
نمو الإنتاج وتطوير وصفات خالية من الغلوتين
يعمل «أويا» من مطبخ تجاري لإرسال علب هدايا مُغلّفة تُبرز الطابع الاحتفالي إلى مختلف الولايات الأميركية وكندا. ومع تحسين وصفات العائلة، طوّرت بن حميدة ووالدتها بقلاوة خالية من الغلوتين بعد أعوام من العمل على عجينة فِيلو مرِنة وسهلة الخَبز من دون تشقق، مع خطط للتوسع بتوظيفٍ إضافي والبيع في الأسواق المختصة وخدمة الاستلام من المنزل وتطوير حلويات جديدة.
نصائح للتذوّق وريادة الأعمال
تنصح بن حميدة من لم يجرّب البقلاوة بتذوّقها مع قهوة عربية مُرّة أو شاي نعناع أخضر، وتؤكد أهمية التجربة والتأقلم مع الفشل أحيانًا، مشيرة إلى أن النسخة الخالية من الغلوتين جاءت استجابة لطلبات متكررة من العملاء، وأن مشاركة الطعام والتعريف بأصوله يبدّدان كثيرًا من سوء الفهم بين الثقافات.
ترجمة المرصد – خاص
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا