قال يوسف الفارسي، أستاذ العلاقات الدولية، إن جلسة مجلس الأمن الأخيرة أظهرت بوضوح تأييدًا واسعًا من المندوبين لإحاطة المبعوثة الأممية، حيث أبدت الدول استعدادها لدعم خارطة الطريق.
وشدد في تصريحات لـ”ليبيا الحدث”، على أن التحديات على الأرض ما زالت قائمة بسبب الانقسام السياسي، المتمثل – وفق تعبيره – في سيطرة حكومة الدبيبة التي تعرقل هذا المسار وفشلت في تحقيق التوافق المطلوب.
وأضاف أن المجتمع الدولي يضغط بقوة في اتجاه إطلاق حوار جديد يقود إلى تشكيل حكومة بديلة، خاصة مع تراجع شعبية الدبيبة وتآكل شرعيته.
وتابع: “الوضع الراهن في غرب البلاد يكرس حالة من الفوضى تحول دون إجراء الانتخابات، في حين تصر حكومة الدبيبة على البقاء في السلطة، بينما ترى الأطراف الدولية أن المرحلة أصبحت محسومة والحوار قادم لا محالة”.
وأردف أن إطلاق هذا الحوار من شأنه إنهاء شرعية الحكومة الحالية وفتح الطريق أمام حكومة جديدة تشرف عليها البعثة الأممية بشكل مباشر.
وأشار إلى أن توافق الأطراف المحلية أمر شبه مستحيل بعد سلسلة من الإخفاقات المتكررة، مبينا أن مجلس النواب قام بدوره من خلال إقرار القوانين الانتخابية، وهو على استعداد كامل للتفاوض، غير أن الطرف الآخر يظل متمسكًا بمصالحه وأيديولوجياته، رافضًا بعض المواد التي يعتبرها إقصائية، وهو ما يعرقل إشراك جميع القوى السياسية في العملية الانتخابية.
ولفت الفارسي إلى التطور النوعي الذي حققته القيادة العامة للقوات المسلحة، مؤكدًا أن هذه الإنجازات الضخمة عززت الدعم الشعبي للجيش، رغم ما يعانيه المواطن من أزمة اقتصادية خانقة طالت المتقاعدين وذوي الدخل المحدود والموظفين في الشركات المتعثرة الذين حرموا من مرتباتهم لسنوات.
كما بينّ أن الأوضاع المعيشية الصعبة زادت من معاناة المواطن الليبي، لكن في المقابل خلقت إنجازات القوات المسلحة وصندوق إعادة الإعمار حالة من الأمل لدى الناس، خاصة بعد التطورات الكبيرة التي قادها نائب القائد العام الفريق صدام حفتر، بما في ذلك تحديث قدرات الجيش وتحقيق انتصارات في مواجهة الإرهاب.
ورأى الفارسي أن هذا الزخم أعطى رسالة قوية بأن هناك فرصة حقيقية لتحقيق الاستقرار والتنمية، غير أن الأزمة الاقتصادية تبقى العقبة الأكبر بسبب استنزاف حكومة الدبيبة للأموال العامة وحرمان المواطنين من مرتباتهم المستحقة.
واتهم الفارسي حكومة الدبيبة في طرابلس بسرقة مقدرات الشعب وعرقلة المشروع الأممي لأنها ترى فيه تهديدًا لبقائها.
وختم الفارسي بأن المجتمع الدولي بات يدرك بوضوح من يقوم بدور محوري في إعادة الدولة وبناء جيش حقيقي ومن يرسخ الفوضى، مشيرًا إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة تحظى اليوم بثقة إقليمية ودولية واسعة، في وقت تستمر فيه جرائم القتل والانفلات الأمني في غرب البلاد.
وشدد على أن هذه الإنجازات العملاقة للجيش هي التي صنعت شعبيته المتنامية، ورسخت قناعة الليبيين بأن الاستقرار لا يمكن أن يتحقق إلا عبر مؤسسة عسكرية موحدة وقوية.