أكد المحلل السياسي خالد الشارف، أن استخدام المجتمع الدولي لمصطلح “التكامل الأمني الأكبر” بدلاً من “توحيد المؤسسة العسكرية” يعكس إدراكه بصعوبة تحقيق التوحيد الفعلي في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن هذا التغيير في الخطاب السياسي يعبر عن واقعية اضطرارية وليس قناعة فعلية.
وأوضح الشارف في مداخلة لتلفزيون “المسار”، رصدتها “الساعة 24” أن البيان الصادر عن الدول العشر، لم يأتِ على ذكر توحيد الجيش، رغم تكرار هذا المصطلح في الخطاب السياسي لسنوات، بل ذهب لترويج فكرة “التكامل الأمني بين الشرق والغرب”، وهو ما اعتبره تعبيرًا دبلوماسيًا يؤشر إلى غياب أي فرص حقيقية وراهنة لتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية في ليبيا.
وأضاف الشارف أن كلمة “التكامل” تعني في جوهرها محاولة لإيجاد أرضية مشتركة مؤقتة بين الأطراف المتنازعة، لا سيما في ظل تصلب المواقف والانقسامات الأيديولوجية التي تغذيها بعض الدول الإقليمية والدول المؤثرة في الملف الليبي، والتي – حسب تعبيره – “تريد استمرار حالة الفُرقة “.
وعبّر الشارف عن استغرابه من استمرار الحديث عن “تكامل أمني”، رغم مرور أكثر من سبع سنوات على تشكيل لجنة (5+5)، والتي لم تُحقق أي تقدم يُذكر في ملف توحيد المؤسسة العسكرية، مؤكدًا أن الشارع الليبي لا يرى فرقًا بين “صفر” و”واحد” في هذا السياق، طالما أن المؤسسات ما تزال منقسمة، وأن الحديث عن التكامل ما هو إلا تمديد لحالة الجمود .
وبين الشارف أن استمرار فشل لجنة (5+5) العسكرية في تحقيق أي تقدّم فعلي بشأن توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، يعود إلى حجم الفجوة المتزايدة بين المؤسسات العسكرية في الشرق والغرب، وإلى التدخلات الدولية الساعية للإبقاء على هذا الانقسام، حفاظًا على مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية في ليبيا.
ورأى المحلل السياسي، أن بؤر التوتر المتكررة في مناطق غرب ليبيا، مثل طرابلس، صبراتة، والزّاوية، ليست مجرد صدامات أمنية عشوائية، بل تحمل رسائل سياسية تتقاطع مع مصالح دول كبرى.