في أمسية كروية ملتهبة على ملعب “ستامفورد بريدج”، أظهر تشيلسي عودته إلى المنافسة بقوة بعد أداء مميز أمام ضيفه أستون فيلا. انتهت المواجهة بفوز ساحق للبلوز بثلاثة أهداف دون رد، ليواصل الفريق تقدمه في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث أصبح يحتل المركز الثالث مؤقتًا.
مع انطلاق صافرة الحكم، بدا واضحًا أن تشيلسي يدخل المباراة بنية الهجوم المبكر. لم ينتظر اللاعبون طويلًا حتى افتتح نيكولاس جاكسون التسجيل في الدقيقة السابعة. جاء الهدف بعد تمريرة متقنة من مارك كوكوريا، حيث تابع جاكسون الكرة بتسديدة ارتدت من القائم واستقرت في الشباك، وسط فرحة عارمة من جماهير “البلوز”.
لم يكتف تشيلسي بالهدف الأول، بل استمر في الضغط الهجومي بقيادة خط وسطه المتماسك. أثبت إنزو فرنانديز مجددًا قيمته كلاعب لا غنى عنه، حينما سجل الهدف الثاني في الدقيقة 36. استلم الأرجنتيني تمريرة ذكية من كول بالمر وسدد الكرة بإتقان داخل الشباك، مما جعل المدرب بوكيتينو يقف مصفقًا لهذا الأداء الرائع.
في الشوط الثاني، ورغم بعض المحاولات الخطيرة من أستون فيلا، بقيت الكلمة العليا لأصحاب الأرض. تألق البديل كول بالمر في الدقائق الأخيرة عندما أطلق تسديدة قوية من مشارف منطقة الجزاء، لتسكن الكرة في الزاوية البعيدة معلنة الهدف الثالث في الدقيقة 83. هذا الهدف جاء تتويجًا لأداء هجومي منظم وسيطرة ميدانية واضحة.
رغم الفوز الكبير، لم تخلُ المباراة من لحظات مؤثرة. تعرض المدافع ويسلي فوفانا لإصابة مفاجئة، مما اضطره إلى مغادرة الملعب وسط حالة من الحزن، في مشهد أثار قلق المدرب والجماهير. كما شكل الأداء المتواضع لحارس أستون فيلا، إيميليانو مارتينيز، نقطة سلبية للفريق الضيف، رغم بعض التصديات المهمة.
هذا الفوز يرفع رصيد تشيلسي إلى 25 نقطة، ما يعزز طموحات الفريق بالمنافسة على مراكز دوري الأبطال. أما أستون فيلا، فقد تراجع مستواه بشكل ملحوظ، متجمدًا عند 19 نقطة في المركز الثاني عشر. ويبدو أن المدرب أوناي إيمري سيحتاج إلى إعادة النظر في استراتيجياته الدفاعية.
رسالة تشيلسي كانت واضحة: الفريق جاهز للمنافسة بقوة، مدفوعًا بأداء جماعي متميز وتألق فردي للاعبين مثل جاكسون وفرنانديز. أما أستون فيلا، فقد كشفت المباراة عن هشاشة دفاعية تستدعي معالجة عاجلة إذا أراد الفريق تحسين مركزه في الجولات القادمة.
في الختام، يظل الدوري الإنجليزي ساحة مفتوحة للمفاجآت، لكن ليلة “ستامفورد بريدج” ستبقى علامة فارقة في موسم تشيلسي، الذي يبدو أنه بدأ يجد إيقاعه المنتظر.