في تصنيف شهر ديسمبر الصادر عن ن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، واصل المنتخب الليبي لكرة القدم احتفاظه بالمركز 118 عالميًا للشهر الثاني على التوالي، في ظل استقرار كبير في أغلب تصنيفات المنتخبات العالمية. ويعكس هذا الثبات حالة من الجمود التي أصابت التصنيف خلال الشهر الأخير من العام الجاري، نتيجة غياب المباريات الدولية في معظم أنحاء العالم.
على مستوى المنتخبات العالمية، حافظت الأرجنتين، بطلة العالم، على صدارتها لتصنيف الفيفا، متفوقة على فرنسا وصيفة كأس العالم 2022، وإسبانيا التي نجحت في حصد بطولة أوروبا “يورو 2024”. هذا الترتيب يعكس استمرارية تفوق التانجو، الذي جمع 1867.25 نقطة، بفارق مريح عن أقرب منافسيه.
وجاء المنتخب الإنجليزي في المركز الرابع، محافظًا على ترتيبه السابق، بينما استمر منتخب البرازيل، الذي اعتاد على مراكز الصدارة في السابق، في المرتبة الخامسة. وشهد التصنيف استمرار هيمنة المنتخبات الأوروبية والأمريكية الجنوبية على المراكز الأولى، مع غياب واضح للمنتخبات الآسيوية والإفريقية عن التنافس في هذه القمة.
على الرغم من الجمود النسبي في تصنيفات المنتخبات، إلا أن هناك تغييرات طفيفة يمكن رصدها. فقد تراجعت البرتغال للمركز السابع بعد أن كانت في السادس، فيما تقدمت بلجيكا مركزين لتحل في المرتبة السادسة. أما المنتخب الهولندي فقد تراجع إلى المركز الثامن، مما يعكس تأثير الأداء العام خلال الفترات الأخيرة.
في السياق ذاته، خرج المنتخب الألماني من قائمة أفضل 10 منتخبات عالميًا لأول مرة منذ سنوات، مستقرًا في المركز الحادي عشر. ويعد هذا التراجع انعكاسًا واضحًا لمرحلة إعادة البناء التي يعيشها المنتخب بعد إخفاقات متتالية في البطولات الدولية.
على الصعيد الإفريقي، واصل المنتخب المغربي تصدره لقارة أفريقيا، محتلًا المركز 14 عالميًا بـ1688.18 نقطة. ويأتي هذا الإنجاز بعد سنوات من الأداء المتميز الذي بلغ ذروته في كأس العالم 2022، حيث وصل المنتخب المغربي إلى نصف النهائي.
في المرتبة الثانية إفريقيًا جاء المنتخب السنغالي، يليه المنتخب المصري في المركز الثالث إفريقيًا والـ33 عالميًا. أما الجزائر فتحتل المرتبة الرابعة في القارة والـ37 عالميًا، بينما جاءت تونس في المرتبة العاشرة إفريقيًا والـ52 عالميًا.
بالنسبة للمنتخب الليبي لكرة القدم، فإن احتفاظه بالمركز 118 عالميًا يعكس استقرارًا نسبيًا مقارنة بالتحديات التي تواجهها الكرة الليبية. فالبنية التحتية الرياضية المحدودة، وعدم استقرار البطولات المحلية، وغياب التمثيل القوي في المنافسات الدولية كلها عوامل تضعف من فرص التقدم في التصنيف العالمي.
يعتبر تصنيف الفيفا لشهر ديسمبر مرآة لحالة استقرار كبيرة بين المنتخبات الوطنية. هذا الاستقرار يعزى إلى غياب نافذة المباريات الدولية خلال الشهر الماضي، مما قلل من فرص التغيير الكبير في مراكز المنتخبات. وعلى الرغم من ذلك، يمكن توقع تغييرات أكبر في التصنيف المقبل مع عودة المنافسات الدولية في الأشهر الأولى من عام 2025.
إن استمرار الأرجنتين في الصدارة يعكس تطورها كفريق عالمي مهيمن، في حين أن خروج ألمانيا من المراكز العشرة الأولى يشير إلى التحديات التي تواجهها كرة القدم الأوروبية، مع صعود منتخبات مثل بلجيكا وإسبانيا، التي تسعى لاستعادة أمجادها.
يبقى التصنيف الشهري للفيفا أداة تقييم مستمرة لأداء المنتخبات، لكنه يعكس أيضًا التحديات والنجاحات التي تواجه كرة القدم على المستوى العالمي. وبينما يتطلع المنتخب الليبي لتحسين مركزه في المستقبل، يظل التقدم مرهونًا بإصلاحات شاملة في البنية التحتية الرياضية والاستثمار في المواهب الشابة.