في مشهد جديد يعكس الحراك المستمر في سوق الانتقالات الشتوية، خطف نادي الأهلي طرابلس الأضواء بعدما نجح في استقطاب أحد أبرز المهاجمين الجزائريين، إسماعيل بلقاسمي، الذي قرر مغادرة نادي اتحاد العاصمة والانضمام إلى صفوف ممثل العاصمة الليبية في صفقة قدرت قيمتها بنحو 450 ألف دولار.
لم يكن قرار بلقاسمي وليد اللحظة، بل جاء بعد دراسة متأنية للعروض التي تلقاها، سواء من أندية جزائرية أو أخرى خارجية. لكنه وجد في الأهلي طرابلس وجهته المثالية، نظراً لمشروع النادي الطموح ورغبته في العودة بقوة إلى الساحة القارية. وجود أسماء بارزة مثل حمدو الهوني ومؤيد اللافي كان دافعاً إضافياً للمهاجم الجزائري، الذي يبحث عن بيئة كروية تنافسية تُساعده في الاستمرار على نفس النسق التهديفي الذي ميز مسيرته.
“أنا سعيد جداً بهذه الخطوة الجديدة، الأهلي طرابلس فريق كبير في ليبيا وشمال أفريقيا، وأطمح للمساهمة في تحقيق أهدافه الطموحة”، بهذه الكلمات عبر بلقاسمي عن حماسته للمغامرة الليبية، مؤكداً عزمه على توظيف خبرته الكبيرة في خدمة الفريق.
خمس سنوات قضاها بلقاسمي مع اتحاد العاصمة كانت كفيلة بأن تجعله أحد رموز الفريق في الحقبة الأخيرة، حيث توّج مع “سوسطارة” بعدد من الألقاب القارية، أبرزها كأس الكونفيدرالية الأفريقية وكأس السوبر الأفريقية عام 2023، إضافة إلى تألقه على المستوى الفردي، بعدما احتل صدارة هدافي الدوري الجزائري الموسم الماضي، ليصبح ثالث هداف في تاريخ النادي بعد بلال دزيري وحاج عدلان.
“لم يكن من السهل مغادرة اتحاد العاصمة، النادي الذي منحني الكثير، لكن شعرت بأن الوقت قد حان لخوض تجربة جديدة. كانت هناك محادثات مع الإدارة، وأوضحت لهم رغبتي، وبالنهاية توصلنا إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف”، يوضح بلقاسمي.
انتقال بلقاسمي إلى الأهلي طرابلس يعكس مدى الطموح الذي بات يميز النادي الليبي، فالفريق يتصدر مجموعته في الدوري المحلي، ويستعد للمشاركة في دوري أبطال أفريقيا، وهو ما يزيد من مسؤولية المهاجم الجزائري، الذي يدرك حجم التحدي القادم. “أعرف أن الجماهير تنتظر مني الكثير، وسأبذل قصارى جهدي لأكون عند حسن ظنها”، يضيف بلقاسمي.
لكن ماذا عن فرص نجاحه في الملاعب الليبية؟
يرى محللون رياضيون أن بلقاسمي يمتلك المقومات التي تجعله إضافة قوية للأهلي طرابلس، فهو مهاجم سريع، يمتلك حساً تهديفياً عالياً، وخبرة واسعة في المنافسات القارية. “إذا تمكن من التأقلم سريعاً مع أجواء الكرة الليبية، فسيكون أحد أبرز نجوم الدوري دون شك”، يقول أحد الصحفيين الرياضيين.
من الواضح أن بلقاسمي لم يأتِ إلى ليبيا لمجرد خوض تجربة جديدة، بل يحمل معه طموحات كبيرة، أبرزها المنافسة بقوة في دوري أبطال أفريقيا، وهو الحلم الذي طال انتظاره لجماهير الأهلي طرابلس. “الفريق يمتلك تشكيلة قوية قادرة على الذهاب بعيداً، وهدفي أن أكون جزءاً من هذا الإنجاز”، يؤكد المهاجم الجزائري.
يبدو أن انتقال بلقاسمي للأهلي طرابلس لم يكن مجرد صفقة عادية، بل هو خطوة جديدة قد تعيد رسم مسيرته الاحترافية. يبقى التحدي الآن في قدرته على ترك بصمة واضحة في الدوري الليبي، والمساهمة في تحقيق الألقاب التي يطمح إليها النادي، وجماهيره المتعطشة للمجد القاري.