السبت 26 أبريل 2025 09:52 مـ 28 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

هل ينهار الحوثيون قبل بدء الحرب؟ شهادات تكشف الهلع والخوف داخل صفوف القيادات

الجمعة 18 أبريل 2025 01:04 صـ 20 شوال 1446 هـ
قيادات الحوثي
قيادات الحوثي

في ظل التحركات العسكرية المتسارعة على الأرض، والأنباء المتداولة عن اقتراب شن حرب برية واسعة ضد جماعة الحوثيين، كشف الناشط الحقوقي إبراهيم عسقين عن معلومات لافتة قد تعكس حالة من الانهيار الداخلي في صفوف الجماعة المسلحة.

ونقل عسقين عن أحد الشباب المقربين من قيادات حوثية بارزة في محافظة إب قوله إن "الأنباء التي تتحدث عن قرب شن هجوم بري كبير ضد الحوثيين لم تعد مجرد خبر يُتداول، بل أصبحت كابوساً يؤرق نومهم"، مؤكداً أن "أحلامهم الوردية تحولت إلى كوابيس مزعجة".

"ما عاد خلتهم يناموا".. هل بدأت الهزيمة النفسية؟

بحسب ما نقله عسقين، أكد الشاب المطلع على أوضاع القيادات الحوثية أن حالة من الخوف والقلق العارم تسود بين صفوفهم، حتى وإن كانت الأنباء عن الحرب لم تتعد بعد إطار التصريحات الإعلامية والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار المصدر إلى أن هذه القيادات، التي تدعي القوة والصمود أمام خصومها، أظهرت ضعفاً ملحوظاً مع أولى بوادر التهديد العسكري.

وقال الشاب: "هؤلاء القيادات الحوثية، الذين يظهرون دائماً بمظهر المحاربين الأشاوس، ليسوا سوى تجار أراضٍ وفلوس وسيارات"، مضيفاً أن "كل ما يملكونه اليوم هو نتيجة سطوهم على ممتلكات المواطنين واستغلالهم للموارد العامة"، وهو ما يجعلهم أكثر هشاشة أمام أي تهديد حقيقي لسلطتهم.

هل كان الرعب أكبر من الواقع؟

المصدر أشار إلى أن الخوف الذي يسيطر على القيادات الحوثية يأتي رغم أن الحرب البرية لم تبدأ بعد، وأن كل ما يسمعونه أو يقرأونه هو مجرد "أخبار تتردد على موقع فيسبوك وتويتر".

وأوضح أن هذا الهلع المبكر يعكس مدى هشاشتهم النفسية والمعنوية، حيث يدرك هؤلاء أنهم ليسوا مستعدين لمواجهة حرب حقيقية قد تطيح بهم وبمشروعهم.

وفي سياق متصل، توقع الشاب المقرب من الحوثيين أن "الأمور ستختلف تماماً إذا بدأت الحرب فعلاً"، مشيراً إلى أن "هناك الكثير من المنافقين الذين يقفون إلى جانب الحوثيين الآن، لكنهم سيهربون بمجرد سماع صوت الرصاص الحقيقي"، مضيفاً: "لو بدأت الحرب بالفعل، والله انك ستجد الهارب يتبعه الهارب، وسينفض الجميع عنهم، وسيموتون رعباً قبل أن يواجهوا أي شيء آخر".

تجار الحروب ومصيرهم المنتظر

التصريحات التي نقلها عسقين تسلط الضوء على حقيقة مهمة تتعلق بطبيعة القيادات الحوثية وتركيبتها الداخلية.

فالجماعة التي تأسست على أساس ديني وسياسي، يبدو أنها أصبحت اليوم مجرد شبكة من التجار والسماسرة الذين يستغلون السلطة لتحقيق مصالح شخصية، بعيداً عن أي مشروع وطني أو ديني كما كانوا يدعون في بداياتهم.

وتشير هذه التصريحات أيضاً إلى أن القيادات الحوثية ليست لديها أي استراتيجية واضحة للتعامل مع أي تهديد عسكري حقيقي، وأنها تعتمد بشكل أساسي على الدعاية الإعلامية والترويع النفسي لفرض سيطرتها على الأرض.

ومع اقتراب التهديدات العسكرية من التحول إلى حقيقة، يبدو أن هذه القيادات بدأت تفقد السيطرة ليس فقط على الأرض، بل وعلى أنفسهم أيضاً.

رسالة إلى الداخل والخارج

الشهادات التي نقلها عسقين قد تكون رسالة مهمة لكل من يراقب المشهد اليمني، سواء من الداخل أو الخارج. فهي تشير إلى أن الحوثيين ليسوا بهذا القدر من القوة الذي يحاولون تصويره، وأنهم يعتمدون في بقائهم على الترهيب وإثارة الفوضى، وليس على قوة حقيقية أو دعم شعبي.

وفي حال تم تفعيل الجبهات بشكل حقيقي، فإن هذه الشهادات قد تكون مؤشراً على انهيار سريع وغير متوقع للجماعة، خاصة إذا ما ترافق ذلك مع تحركات شعبية واسعة ترفض وجودهم وتسعى للتخلص منهم.

والحال، فإن الأيام القادمة قد تحمل الكثير من المفاجآت، ليس فقط على الصعيد العسكري، بل أيضاً على الصعيد السياسي والاجتماعي في اليمن.

ختاماً، هل سيكون سقوط الحوثيين بداية لعودة الاستقرار إلى اليمن؟ أم أن الأمور قد تأخذ منحى مختلفاً؟ الإجابة ربما تكمن في كيفية إدارة المعارك القادمة وحجم الدعم الشعبي الذي ستحظى به القوات المناهضة للحوثيين.

موضوعات متعلقة