السبت 26 أبريل 2025 09:33 مـ 28 شوال 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

صحفي يعرب عن تفاؤله الحذر بشأن لهجة البيانات الدولية حول اليمن وينتقد صمتها إزاء الأوضاع الإنسانية

الإثنين 21 أبريل 2025 02:05 صـ 23 شوال 1446 هـ
حشد
حشد

أعرب الصحفي اليمني البارز عادل المدوري عن تفاؤله الحذر إزاء التحول الملحوظ في لهجة البيان الأخير الصادر عن السفارة الأمريكية وسفارات دول الاتحاد الأوروبي، والمتعلق بتحركات المجلس الانتقالي الجنوبي نحو المناطق الشرقية من اليمن.

وأشار المدوري إلى أن هذا البيان يأتي في سياق متغير يعكس تحولًا محتملًا في النهج الدولي حيال القضايا السياسية والعسكرية التي تشهدها البلاد.

وأوضح المدوري أن البيانات السابقة لهذه الجهات كانت تقف عند حد الدعوة إلى التهدئة وعدم التصعيد كلما أقدم "الانتقالي" على أي تحرك شرقًا، خصوصًا عندما بلغت قواته محافظة حضرموت أو غيرها من المحافظات الشرقية.

لكن البيان الأخير جاء مميزًا بتوجه جديد حيث ركّز بشكل واضح على "ضرورة التوحد لمواجهة الحوثيين"، وهو ما اعتبره المدوري مؤشرًا على تغيير في الأولويات الدولية تجاه الملف اليمني.

وفي تحليله لهذا التحول، اعتبر الصحفي اليمني أن هذه اللغة الجديدة قد تكون بمثابة رسالة دعم ضمنية لاتفاق الرياض، الذي تم توقيعه برعاية أمريكية-سعودية في نوفمبر 2019. وأوضح أن الاتفاق الذي نصَّ على إعادة هيكلة القوات العسكرية والأمنية في الجنوب، بما في ذلك خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من محافظة حضرموت، قد يكون أحد الأهداف الرئيسية لهذا البيان.

وأشار المدوري إلى أن الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية السابقة بقيادة دونالد ترامب كانتا من أبرز الداعمين لهذا الاتفاق، مما يجعل التحرك الدولي الحالي يبدو وكأنه محاولة لإعادة تعويمه وتجنب أي تصعيد محتمل بين المنطقتين العسكريتين الأولى (الشمالية) والثانية (الجنوبية).

ومع ذلك، أكد المدوري أن تفاؤله بهذا التحول لا يعني أنه ينبع من ثقة كاملة بالنية الدولية.

فهو يرى أن هذه الخطوة قد تكون مدفوعة بأولويات سياسية واستراتيجية تتعلق بمواجهة الحوثيين الموالين لإيران، أكثر من كونها انحيازًا حقيقيًا لتحقيق الاستقرار الشامل في اليمن.

انتقاد موقف السفارات تجاه الأوضاع الإنسانية

على الرغم من هذا التفاؤل الحذر، وجّه المدوري انتقادًا حادًا إلى السفارة الأمريكية وسفارات الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى ما وصفه بـ"المعيب" في موقفها تجاه الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المحافظات المحررة.

وقال إن هذه الجهات الدولية تواصل الصمت تجاه الكارثة الإنسانية التي تعاني منها ملايين اليمنيين، والتي تفاقمت بسبب انهيار الخدمات الأساسية، وانعدام الأمن الغذائي، وانتشار الأمراض والأوبئة.

وتساءل المدوري: "كيف يمكن لهذه الدول أن تتحدث عن التهدئة ودعم استقرار اليمن بينما تتجاهل معاناة المواطنين في المحافظات المحررة؟".

وشدد على أن الصمت الدولي إزاء هذه الأوضاع يعزز شعور الإحباط لدى اليمنيين، ويخلق فجوة بينهم وبين المجتمع الدولي الذي يفترض به أن يكون شريكًا حقيقيًا في تحقيق السلام والتنمية.

دعوة للضغط الدولي الفاعل

في نهاية تصريحاته، دعا المدوري المجتمع الدولي إلى تبني موقف أكثر جدية وفعالية تجاه الأزمة اليمنية، مع التركيز على الجوانب الإنسانية والسياسية معًا.

وأكد على ضرورة أن تكون الجهود الدولية موجهة نحو معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، وليس فقط إدارة التداعيات أو السعي لتحقيق مصالح استراتيجية ضيقة.

وخلُص المدوري إلى القول إن الحل الحقيقي للأزمة اليمنية يتطلب تكاتفًا دوليًا وإقليميًا شاملًا، بعيدًا عن المصالح الضيقة والتوجهات السياسية المؤقتة.

وختم تصريحاته بالإشارة إلى أن الشعب اليمني يستحق دعمًا حقيقيًا من المجتمع الدولي، وليس مجرد بيانات تدعو إلى التهدئة بينما تستمر معاناته في صمت.

يبقى المشهد اليمني معقدًا ومليئًا بالتحديات، وسط تباين في المواقف الدولية والإقليمية، وبينما تسعى الأطراف المختلفة إلى تحقيق أجنداتها الخاصة، يظل المواطن اليمني هو الضحية الأولى لهذه الأزمة المستمرة.