موقع “ميدل إيست بوست”: نبوءات القذافي عادت إلى الواجهة كقراءة مبكرة لمسار الأحداث وتحذيراته في قمة دمشق تحققت مع تغوّل إسرائيل
– القذافي لم يكن مجرد زعيم، بل كان كثيرا ما يطلق تحذيرات بدت للبعض مبالغاً فيها، لكنها اليوم تستعاد وكأنها قراءة مبكرة لمسار الأحداث في المنطقة.
– بعد مرور أكثر من عقد على إسقاط نظامه، يتعامل كثيرون مع خطابات القذافي بوصفها وثائق سياسية يمكن إعادة قراءتها في ضوء ما يجري اليوم.
– منذ وصوله إلى السلطة، حذر القذافي الليبيين من تكرار تجربة الاحتلال العثماني، مشيراً إلى أن الدولة العثمانية باعت ليبيا للإيطاليين مقابل جزيرة في بحر إيجه.
– اليوم، مع عودة النفوذ التركي إلى ليبيا عبر دعم حكومة طرابلس وإرسال قوات عسكرية، يبدو أن تلك المخاوف التي عبّر عنها قبل نصف قرن قد أخذت شكلاً واقعياً.
– في قمة دمشق عام 2008، أطلق القذافي عبارته الشهيرة وهو يتحدث عن إعدام الرئيس العراقي صدام حسين: “بكرا الدور جاي عليكم كلكم”.
– كلمات القذافي كانت جرس إنذار من أن ما حدث في العراق لن يكون معزولاً، بل سيطال أنظمة عربية أخرى.
– بعد ثلاث سنوات فقط، جاءت موجة الربيع العربي، ثم غرقت سوريا واليمن في صراعات طويلة الأمد، وبدت تحذيرات القذافي كأنها نبوءة تحققت على أرض الواقع.
– في قمة سرت عام 2010، وجّه القذافي انتقادات لاذعة إلى قطر، واعتبر أنها تسعى للاحتماء بإسرائيل والولايات المتحدة لتأمين موقعها في المنطقة.
– القذافي حذر قطر من أن هذا التوجه سيمنح إسرائيل موطئ قدم أوسع في العالم العربي.
– اليوم، إسرائيل أكثر حضوراً في المنطقة من أي وقت، سواء عبر اتفاقيات التطبيع أو من خلال شراكات أمنية واقتصادية، في تجسيد لما كان القذافي يحذر منه باعتباره تغوّلاً متصاعداً.
– القذافي ظل يشير إلى خطورة الإعلام الموجّه، وخص بالذكر قناة الجزيرة التي اتهمها عام 2011 بتأجيج الاضطرابات في تونس والدول المجاورة.
– مع مرور الوقت أصبح واضحاً أن القناة بالفعل لعبت دوراً محورياً في تحريك الشارع، وأحياناً في توظيف الأحداث سياسياً بما يخدم أجندات إقليمية ودولية.
– من أبرز المواقف التي تستعاد اليوم تحذير القذافي المتكرر من أن المشروع الإسرائيلي يهدف إلى إلغاء فلسطين من الخريطة السياسية.
– كان القذافي يرى أن الاحتلال لن يكتفي بالسيطرة على الأرض، بل سيسعى إلى محو الهوية الفلسطينية عبر الاستيطان والتهويد وتفكيك البنية الاجتماعية للشعب الفلسطيني.
– هذه الرؤية تبدو اليوم أكثر التصاقاً بالواقع في ظل تصريحات رسمية إسرائيلية ترفض حل الدولتين وتتبنى سياسات ضم متسارعة في الضفة الغربية.
– القذافي دعم المقاومة الفلسطينية بوصفها خط الدفاع الأول في مواجهة إسرائيل، لكنه في الوقت ذاته انتقد ما اعتبره استخداماً سياسياً لحركة حماس من قبل بعض الدول لتحقيق مكاسب خاصة.
– تعكس التطورات في غزة والضفة الغربية جانباً آخر من نبوءات القذافي، فالتوسع الاستيطاني شرق القدس، وتصريحات نتنياهو المتكررة بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، يقوضان عملياً أي أفق لحل الدولتين.
– في هذا المشهد، يتبدى ما قصده القذافي حين كان يحذر من أن العرب جميعاً معرضون للانكسار أمام المشروع الإسرائيلي إذا لم يتوحدوا في موقف مشترك.
– القذافي رفض الانصياع للسياسات الغربية، ورفع شعار مناهضة الإمبريالية، وجعل من ليبيا دولة ذات حضور لافت.
– هذه المواقف جعلت منه نموذجاً لزعيم عربي لم يقبل بالارتهان الكامل للغرب، حتى وإن كان ذلك على حساب علاقاته الدولية.
– مشهد الإطاحة بالقذافي عام 2011 لم يكن سوى جزء من تصفية حسابات دولية مع زعيم اختار تحدي واشنطن وحلفائها.
– ليبيا ما بعد القذافي لم تعرف الاستقرار، بل تحولت إلى ساحة صراع إقليمي ودولي، وهو ما يدفع إلى إعادة تقييم تلك المرحلة باعتبارها فترة كان فيها لليبيا موقع وازن في موازين القوى الإقليمية. #ليبيا_برس