في يومٍ صيفيّ حار من أيام ليبيا، حيث الشمس تلتهب في سماء مدينة طبرق، وصلت أخبار مروّعة هزت قلوب الأهالي وأيقظت ضمائرهم. كانت الطفلة أسيل طارق المبروك، البالغة من العمر ست سنوات، قد لقيت حتفها بعد تعذيب وحشي استمر لفترة طويلة على يد زوجة والدها. في لحظة واحدة، تجمّدت عقارب الساعة وتحوّلت حياة الطفلة إلى حكاية من الألم والرعب، ومع انتشار الخبر، تفاعلت السلطات بسرعة مذهلة، حيث ألقى الأمن القبض على عائشة بأوامر مباشرة من اللواء صدام حفتر.
لم يمضِ وقت طويل بعد انتشار تفاصيل الحادثة حتى أمر اللواء صدام حفتر بالتحقيق الفوري والقبض على المتهمة، عائشة، ونقلها إلى مدينة بنغازي لمتابعة التحقيقات بشكل أكثر دقة. هذا التفاعل السريع يعكس حجم الصدمة التي خلفتها وفاة الطفلة أسيل في المجتمع الليبي، ويدل على التزام السلطات بتحقيق العدالة.
في خطوة لتوثيق الحادثة وإيصال صوت العائلة والمجتمع، قامت كاميرا أخبار ليبيا 24 بالانتقال سريعاً إلى مكان الحدث. قدمت القناة تغطية مباشرة من أمام منزل عائلة أسيل، حيث أدلى أفراد الأسرة بشهاداتهم المؤثرة حول ما حدث. لم تكن الدموع والحزن هما العنوان الوحيد، بل كانت هناك مطالبات صارمة بتحقيق العدالة وعدم التساهل مع المتورطين.
كشف تقرير الطب الشرعي عن تفاصيل مروعة عن التعذيب الذي تعرضت له الطفلة أسيل. أظهر التقرير أن الطفلة تعرضت للضرب المبرح في عدة مناطق من جسمها، بما في ذلك الرأس والوجه، بالإضافة إلى وجود آثار كدمات وضرب بأداة صلبة على الصدر والفخذين، وآثار حرق بأداة معدنية ساخنة. كما أشار التقرير إلى وجود كسر قطعي في الساعد الأيمن، وآثار اختناق أدت إلى نقص الأكسجين في الجسم، مما تسبب في حدوث صدمة عصبية أودت بحياتها.
لم تتوقف الأمور عند حدود التقارير والشهادات، فقد انتفض المجتمع الليبي بشكل واسع، معبراً عن غضبه وحزنه العميقين إزاء ما حدث. كانت هناك دعوات مستمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنظمات حقوق الإنسان للمطالبة بتوقيع أقصى العقوبات على المتورطين في هذه الجريمة البشعة. تأمل الجميع أن تكون هذه القضية بمثابة نقطة تحول في مكافحة العنف ضد الأطفال.
بعد التحقيقات الأولية واستماع السلطات إلى شهادات أفراد العائلة والجيران، تم اعتقال عائشة ونقلها إلى مدينة بنغازي. تتواصل التحقيقات وسط مراقبة دقيقة من المجتمع ووسائل الإعلام، للتأكد من أن العدالة ستأخذ مجراها دون أي تهاون أو تدخلات.
أمام كاميرا أخبار ليبيا 24، قدمت عائلة أسيل شهادات مؤثرة كشفت حجم المعاناة التي عاشتها الطفلة الصغيرة قبل وفاتها. تحدث الشهود وهم يغالبون دموعهم عن اللحظات الأخيرة لابنتهم وعن العنف المستمر الذي كانت تتعرض له من زوجة والدها. كما أدلى أشقاء أسيل بشهاداتهم، موضحين كيف كانت زوجة الأب تستخدم العنف والتهديد لإسكاتهم ومنعهم من الشكوى.
في مواجهة هذه المأساة، لم يقف المجتمع الليبي مكتوف الأيدي. نظمت العديد من الفعاليات والمظاهرات السلمية للمطالبة بالعدالة لأسيل. كما بادرت منظمات المجتمع المدني بتقديم الدعم النفسي والمعنوي للعائلة، مؤكدة ضرورة تعزيز حماية الأطفال من العنف والإهمال.
يعتبر مقتل الطفلة أسيل جرس إنذار للمجتمع بأكمله، حول ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الأطفال من العنف الأسري. يجب أن تكون هذه القضية نقطة تحول نحو تعزيز حقوق الأطفال وضمان حمايتهم من أي نوع من أنواع العنف. يتطلع الجميع إلى أن تكون المحاكمة عادلة وسريعة، وأن يتم توقيع أقصى العقوبات على المتورطين، لتكون عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم.
وداعاً أسيل، الطفلة البريئة التي لم تعرف من الحياة سوى القسوة والظلم. نأمل أن تكون قضيتك دافعاً لنا جميعاً للعمل من أجل حماية الأطفال وضمان حقوقهم. إن العدالة لكِ هي العدالة لكل طفل في ليبيا، والدموع التي انهمرت حزناً على رحيلك يجب أن تتحول إلى قوة تدفعنا نحو التغيير الإيجابي. لن ننسى صرختك، وسنعمل جاهدين لتحقيق العدالة لكِ ولجميع الأطفال الأبرياء.