ليبيا الان

غيث: هل تغيرت المصلحة الوطنية أم نحن لا نفهمها؟

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

أخبار ليبيا 24

في مشهد سياسي واقتصادي مضطرب، نجد أن الاجتماعات الرسمية التي تعقدها الشخصيات القيادية في ليبيا باتت محط تساؤل وجدل واسع. وقد أثار هذا الجدل مؤخرًا امراجع غيث، امراجع غيث، عضو مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي سابقًا، الذي طرح تساؤلاته وانتقاداته بشأن الاجتماعات التي يعقدها محافظ المصرف المركزي ورئيس المجلس الرئاسي مع السفراء. في منشور حديث على “فيسبوك”، رصدته “أخبار ليبيا 24“، سلّط غيث الضوء على عدة نقاط تستحق التأمل والتفكير العميق.

غيث: هل تغيرت المصلحة الوطنية أم نحن لا نفهمها؟

غيث: هل السفراء يناقشون الميزانية أم أنهم مندوبون ساميون؟

اجتماعات المحافظ مع السفراء: الميزانية في الميزان

بدأ امراجع غيث منشوره بتسليط الضوء على الاجتماع الذي عقده محافظ المصرف المركزي مع السفراء لمناقشة الميزانية. يأتي هذا الاجتماع في وقت تعاني فيه ليبيا من أزمة مالية حادة تتطلب إدارة دقيقة للموارد وتخطيطًا استراتيجيًا للخروج من هذا النفق المظلم. لكن ما أثار تساؤلات غيث هو دور هؤلاء السفراء في مناقشة الميزانية الوطنية. هل هؤلاء السفراء لديهم الحق أو القدرة على التأثير في القرارات المالية للبلاد؟ أم أنهم مجرد مندوبين ساميين يتدخلون في شؤون ليبيا الداخلية بطريقة قد تكون غير ملائمة؟

إن مناقشة الميزانية الوطنية هي من صلب السيادة الوطنية، ويجب أن تتم داخل الأطر المؤسسية الوطنية بعيدًا عن التأثيرات الخارجية. ولكن الواقع يشير إلى أن التدخلات الخارجية أصبحت جزءًا من المعادلة الليبية، مما يضع علامات استفهام حول مدى استقلالية القرار الليبي في هذه الظروف الصعبة.

غيث: هل تغيرت المصلحة الوطنية أم نحن لا نفهمها؟

رئيس المجلس الرئاسي والسفراء: الانتخابات البلدية في الواجهة

النقطة الثانية التي أثارها غيث في منشوره تتعلق بالاجتماع الذي عقده رئيس المجلس الرئاسي مع السفراء لمناقشة الانتخابات البلدية. الانتخابات البلدية هي جزء أساسي من العملية الديمقراطية التي تهدف إلى تمكين المواطنين من اختيار ممثليهم في الحكومة المحلية. لكن مجددًا، تساءل غيث عن دور السفراء في هذا السياق. هل يحق لهؤلاء السفراء التدخل في العملية الانتخابية الليبية؟ أم أن وجودهم في هذه الاجتماعات يعكس نوعًا من الوصاية الدولية على الشؤون الليبية؟

إن تنظيم الانتخابات البلدية هو شأن داخلي يتطلب التنسيق بين مختلف الأطراف الوطنية لضمان نزاهتها وشفافيتها. ولكن التدخلات الخارجية قد تعقد هذه العملية وتجعلها عرضة للتأثيرات التي قد لا تصب في مصلحة الشعب الليبي. هذه التساؤلات مشروعة وتحتاج إلى إجابات واضحة من الجهات المسؤولة.

غيث: هل تلعب الأندية الليبية في إيطاليا بمصلحة ليبيا؟

الكرة الليبية والمباريات في إيطاليا: مصلحة ليبيا في الميزان

لم يقتصر منشور غيث على القضايا المالية والسياسية فقط، بل تطرق أيضًا إلى الشأن الرياضي، حيث أشار إلى أن الأندية الليبية باتت تلعب مبارياتها في إيطاليا. هذه الظاهرة تثير العديد من التساؤلات حول مدى التزام الجهات المعنية بمصلحة الرياضة الليبية. هل اللعب في إيطاليا يعكس تطورًا في مستوى الرياضة الليبية؟ أم أنه يعكس حالة من الفوضى والعجز عن تنظيم المباريات داخل البلاد؟

إن نقل المباريات إلى خارج البلاد قد يكون له مبرراته الأمنية أو التنظيمية، لكن يجب أن يكون الهدف الأساسي هو تطوير الرياضة الليبية ورفع مستواها. إذا كان اللعب في الخارج يأتي على حساب البنية التحتية الرياضية المحلية، فإن ذلك يعد انتقاصًا من المصلحة الوطنية التي يجب أن تكون في مقدمة الأولويات.

فهم المصلحة الوطنية: أين الخلل؟

ختم غيث منشوره بطرح سؤال محوري: هل تغيرت المصلحة الوطنية أم أننا نحن الذين لا نفهمها؟ هذا السؤال يعكس حالة من الغموض والاضطراب التي تسود المشهد الليبي. في ظل التحديات الراهنة، يجب أن يكون هناك توافق وطني حول مفهوم المصلحة الوطنية وآليات تحقيقها. لكن الواقع يشير إلى وجود تباين في الرؤى والتوجهات، مما يجعل من الصعب الوصول إلى هذا التوافق.

إن فهم المصلحة الوطنية يتطلب رؤية استراتيجية شاملة تأخذ في اعتبارها جميع العوامل المؤثرة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. كما يتطلب تضافر الجهود بين مختلف الأطراف الوطنية للتغلب على التحديات وتحقيق الأهداف المشتركة. ولكن في ظل التشتت والانقسامات الحالية، يبدو أن هذا التوافق ما زال بعيد المنال.

السفراء والمندوبون الساميون: أدوار وتداخلات

تساؤل غيث عن دور السفراء وعما إذا كانوا فعلاً سفراء أم مندوبين ساميين يعكس قلقًا مشروعًا حول مدى تدخل القوى الخارجية في الشؤون الليبية. في الدبلوماسية الدولية، يُفترض أن يكون للسفراء دور في تعزيز العلاقات بين الدول وتمثيل مصالح بلادهم. لكن عندما يصبح دورهم محوريا في اتخاذ القرارات الداخلية لدولة أخرى، فإن ذلك يثير العديد من التساؤلات حول سيادة هذه الدولة واستقلالية قرارها.

إن الوضع الليبي الحالي يتطلب مراجعة جذرية لهذه العلاقات وضبطها بما يتوافق مع المصلحة الوطنية. يجب أن يكون هناك وضوح في الأدوار والمسؤوليات وألا تتجاوز هذه التدخلات الحدود المسموح بها دبلوماسيًا.

الانتخابات البلدية والتدخلات الخارجية

فيما يخص الانتخابات البلدية، من المهم أن يكون هناك إشراف دولي لضمان النزاهة والشفافية، لكن هذا الإشراف يجب أن يكون ضمن إطار واضح ومحايد. أي تدخل خارجي يجب أن يكون مدفوعًا بالرغبة في دعم العملية الديمقراطية وليس التأثير عليها بما يخدم مصالح خارجية. تحقيق هذا التوازن يتطلب حكمة وحنكة من القيادة الليبية لضمان أن الانتخابات تُعبر عن إرادة الشعب الليبي فقط.

تطوير الرياضة المحلية: ضرورة ملحة

بالنسبة للرياضة، يجب أن تكون هناك خطة استراتيجية واضحة لتطوير البنية التحتية الرياضية ودعم الأندية المحلية. اللعب في الخارج قد يكون مؤقتًا لحل بعض المشكلات، لكن الحل الدائم يكمن في تحسين الظروف الداخلية. الرياضة هي جزء من الهوية الوطنية وأداة فعالة لتعزيز الوحدة الوطنية والتضامن بين مختلف فئات المجتمع.

نحو فهم مشترك للمصلحة الوطنية

إن النقاش الذي أثاره امراجع غيث حول المصلحة الوطنية يجب أن يكون بداية لحوار وطني شامل يشارك فيه جميع الأطراف. يجب أن يكون هناك اتفاق حول الأولويات الوطنية وأهدافها وكيفية تحقيقها. هذا يتطلب شجاعة في مواجهة الحقائق واعترافًا بالأخطاء والتقصير والعمل على تصحيحها.

في الختام، يمكن القول إن منشور امراجع غيث يعكس قلقًا مشروعًا حول مسار الأحداث في ليبيا. هذه التساؤلات هي جزء من عملية التفكير الوطني التي تهدف إلى الوصول إلى حلول عملية ومستدامة. إن تحقيق المصلحة الوطنية يتطلب تعاونًا وجهدًا مشتركًا من جميع الأطراف، ووضع مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24