في كلمة مرئية أثارت الكثير من الجدل والتفاعل في الأوساط السياسية في ليبيا ، ، أعلن الرئيس السابق لمجلس الدولة، محمد تكالة، عن استعداده لمغادرة المشهد السياسي بشرط واحد: أن يقوم منافسه خالد المشري بالمغادرة أيضًا. تصريح يحمل في طياته الكثير من الرسائل المعنوية والسياسية، خصوصًا في ظل التوترات التي تعصف بالمشهد السياسي الليبي والتحديات التي تواجه المجلس الأعلى للدولة.
تكالة اختار هذه المرة أن يضع الكرة في ملعب منافسه، خالد المشري. ففي كلمته، شدد على أنه ليس حريصًا على المنصب أو العضوية بقدر حرصه على وحدة ليبيا وتماسك مجلس الدولة الذي يمثل جميع الليبيين بمختلف مناطقهم. وفي هذا السياق، قال: “إذا كان المنافس لديه الاستعداد للخروج من المشهد بالكامل، فأنا أيضًا مستعد لذلك، حفاظًا على وحدة وتماسك المجلس”.
وفي ذات السياق، أكد تكالة على ضرورة الاحتكام إلى القانون وأعضاء مجلس الدولة لحل أي خلافات سياسية، مشيرًا إلى أن الديمقراطية والصندوق هما الحل الأمثل لتجاوز الأزمات. “طالما أي شخص لديه ثقة في نفسه أن الأعضاء يثقون فيه وبإمكانهم أن يقدموا له أصواتهم، فلم لا؟”، تساءل تكالة، معربًا عن استعداده للقبول بأي نتيجة تخرج من الاحتكام إلى الصندوق.
وفيما يتعلق بمحاولات بعض الأطراف لفرض سيطرتها على المجلس بالقوة، عبر تكالة عن رفضه القاطع لهذه الأساليب، معتبرًا أن “زمن الانقلابات ولى”. وأشار إلى أن محاولة اقتحام مبنى المجلس من خلال مجموعة مسلحة يعد خطوة بعيدة كل البعد عن الديمقراطية، بل تهدد استقرار البلاد وتعرقل جهود تحقيق الشرعية والحكم المدني.
تكالة أكد أنه لا يسعى لتحقيق مكاسب شخصية أو احتكار المناصب، بل يعمل من أجل ليبيا ووحدتها. “من أجل مجلس الدولة ومن أجل ليبيا، وليس من أجل نفسي، مستعد لأن أترك عضوية مجلس الدولة”، قال تكالة، مشددًا على أن تضحياته تأتي في سبيل تحقيق المصلحة الوطنية.
