ليبيا الان

المشري: بحثي عن حل لوحدة المجلس أهم من تشبثي بالمنصب

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

المشري: بين التمسك بالحق والسعي لوحدة مجلس الدولة

في خضم الأزمات السياسية التي تعصف بليبيا منذ سنوات، تظل اللحظات الحاسمة في مجلس الدولة تفرض نفسها على الساحة، حيث تتصاعد التوترات وتتعدد الرؤى حول مصير البلاد. وفي هذا السياق، خرج رئيس مجلس الدولة المنتخب خالد المشري بتصريحات مفصلية تعكس موقفه من الأحداث الأخيرة داخل المجلس، والنزاع الذي تفاقم بينه وبين الرئيس السابق محمد تكالة.

النزاع الانتخابي: ورقة مميزة تشعل الجدل

منذ اللحظة الأولى لبدء الانتخابات داخل مجلس الدولة، كانت الأمور تسير في إطار طبيعي حتى ظهرت تلك الورقة المميزة التي قلبت المشهد رأسًا على عقب. الورقة التي اعتبرها المشري تمييزاً وفقًا لنظام المجلس الداخلي، كانت بمثابة النقطة التي فجرت الصراع داخل أروقة المجلس. “نظام المجلس الداخلي واضح وينص على إلغاء أي ورقة عليها علامة أو تمييز من أي نوع كان”، هكذا بدأ المشري حديثه، مشيرًا إلى أن جميع القانونيين اتفقوا على أن الورقة كانت مميزة، وإن اختلفوا في مدى تأثير هذا التمييز على النتيجة النهائية.

في وجه الانتقادات التي طالته بعد رفضه الاعتراف بشرعية الورقة، دافع المشري بشدة عن موقفه مؤكدًا: “لو طلبنا من أي طفل استخراج الورقة المميزة لأخرج الورقة التي كُتب عليها من الخلف”. هذا التمييز، حسب قوله، هو ما دفع موظف الفرز لاستبعاد الورقة، وهو ما جرى وفقًا لما هو معتاد في الانتخابات السابقة، حيث استمر الفرز بعد موافقة مندوب تكالة على استبعاد الورقة، وقُبلت النتيجة.

رفع الجلسة: قرار غير معتاد يعكس حالة الارتباك

في لحظة حاسمة، وعندما كانت النتيجة تشير إلى تقدم المشري، أقدم الرئيس السابق محمد تكالة على رفع الجلسة بشكل مفاجئ، وهو أمر وصفه المشري بأنه غير معتاد عند الخسارة. “تشدّدنا في موقفنا ولكن للأسف، الرئيس السابق محمد تكالة رفع الجلسة، وهذا أمر لم يكن ليحدث لو لم يكن هناك شعور بالخسارة”، قال المشري، معبرًا عن استيائه من الطريقة التي أدار بها تكالة الجلسة.

هذا التصرف من تكالة، بحسب المشري، لم يكن مجرد ردة فعل عابرة بل يعكس حالة من الارتباك وعدم الرغبة في التسليم بالنتيجة، مما أدى إلى تصاعد التوترات داخل المجلس.

التمسك بالحق: وحدة المجلس فوق كل اعتبار

رغم تمسك المشري بحقه في منصب رئيس المجلس، إلا أنه فضل اللجوء إلى المحكمة لتجنب تقسيم المجلس. “وافقت على اللجوء للمحكمة رغم أنني صاحب حق ورئيس مجلس الدولة حتى لا ينقسم المجلس”، هكذا قال المشري، مشيرًا إلى أنه فضل الوحدة على الاستمرار في نزاع قد يؤدي إلى مزيد من الانقسام داخل مجلس الدولة.

وفي هذا السياق، أكد المشري أنه لم يحاول السيطرة على المجلس بالقوة، نافيًا كل ما تم ترويجه من شائعات حول استخدامه للقوة للدخول إلى المجلس. “دخلت المجلس مع الحماية الطبيعية الخاصة بالفندق الذي يشغله المجلس، وكان معي حوالي 7 أو 8 من الأشخاص”، مضيفًا أنه كان هناك اتفاق بين الطرفين على امتناع استخدام مكتب الرئيس، إلا أن تكالة لم يلتزم بهذا الاتفاق.

الخلافات القانونية: نقطة تمايز أخرى

على صعيد آخر، سلط المشري الضوء على الخلافات القانونية التي نشبت حول الورقة المميزة، مشيرًا إلى أن الخلاف بين القانونيين لم يكن حول ما إذا كانت الورقة مميزة أم لا، بل كان حول تأثير هذا التمييز على صحة الورقة. “الخلاف بين القانونيين حتى من خارج المجلس لم يكن حول هل هي مميزة أم لا، لأن هذا ثابت، ولكن هل هذا التمييز يلغي الورقة أم لا يلغيها؟” يقول المشري، مؤكدًا أن نظام المجلس كان واضحًا في رفض وجود أي تمييز على ورقة الاقتراع، وهذا ما حسم الجدل لصالحه.

التواصل مع الأطراف الدولية: دبلوماسية تحت السيطرة

في خضم هذه الأزمات، لم يغفل المشري عن التواصل مع الأطراف الدولية، وعلى رأسها ستيفاني خوري التي تواصلت معه مرتين. “في المرة الأولى، قالت بوضوح إن الأمر خاضع للنظام الداخلي للمجلس، وفي الاتصال الثاني تحدثت بشكل دبلوماسي وطلبت أن نتوصل لحل”، يروي المشري.

المستقبل السياسي: بين الخروج والمشاركة

في ظل التحديات التي تواجه البلاد، أوضح المشري أن الهدف الأساسي من المشاورات مع النواب حول القوانين الانتخابية هو تسريع العملية السياسية وإخراج المجلسين من المشهد في أقصر وقت ممكن. “هدفنا الآن الخروج من المشهد في أقصر وقت بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفقًا للتعديل الدستوري والقوانين الانتخابية”، يقول المشري، معبرًا عن رغبته في رؤية ليبيا تسير نحو الاستقرار.

ورغم أنه يرى أن إجراء الانتخابات ممكن في أقرب وقت إذا صدقت النوايا، إلا أنه حذر من أن الأطراف الخارجية تُغذي حالة الانقسام، وأن الترويج لفكرة استحالة إجراء الانتخابات يخدم مصالح تلك الأطراف. “الأطراف الخارجية هي من تُغذي هذه الحالة السلبية في ليبيا، والوضع الحالي الجميع مستفيدون منه إلا ليبيا”، قال المشري، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي في البلاد هو نتاج لتدخلات خارجية تعمل على تعميق الأزمة.

خاتمة: ليبيا بين التحديات والآمال

في ختام تصريحاته، وجه المشري رسالة إلى الشعب الليبي وإلى الأطراف المتنازعة داخل المجلس وخارجه، داعيًا الجميع إلى وضع مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار. “ليبيا مارد عملاق لو نهض ستنهض معه المنطقة بالكامل”، بهذه الكلمات ختم المشري حديثه، معبرًا عن أمله في أن تشهد البلاد استقرارًا يعيد لها مكانتها بين الأمم.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24