ليبيا الان

الصول: واشنطن تدير المشهد الليبي لتحقيق مصالحها الخاصة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في مشهد سياسي معقد يختلط فيه المحلي بالدولي، تتشابك خيوط اللعبة في ليبيا لتشكل لوحة مليئة بالتناقضات والتحديات. وسط هذا الخضم، تبرز تصريحات علي الصول، عضو مجلس النواب، كاشفة عن دور واشنطن المحوري في إدارة المشهد الليبي، حيث تتحكم في مفاصل اللعبة بما يخدم مصالحها الخاصة، حتى وإن كان ذلك على حساب تطلعات الشعب الليبي في تحقيق الاستقرار والسيادة.

على الرغم من التغيرات المتسارعة التي يشهدها المشهد الليبي، إلا أن الصول يرى في تصريحات صحفية رصدتها أخبار ليبيا 24  أن هذه التغيرات ليست إلا نتائج لمخططات معدة سلفاً من قبل واشنطن، تنفذها عبر بعض الأطراف المحلية التي تدور في فلكها. هذه الأطراف، التي تملك زمام القرار في بعض المناطق الليبية، لا تعمل إلا وفق إملاءات تأتيها من الخارج، ما يعزز من تحكم واشنطن في المشهد، ويضع البلاد تحت وطأة مصالح خارجية لا تمت بصلة إلى مصالح الشعب الليبي.

في الوقت الذي يتوقع فيه البعض أن تشهد ليبيا موجة جديدة من المواجهات العسكرية بين الأطراف المختلفة، يأتي تصريح الصول ليضع حداً لهذه التكهنات. فهو يرى أن اللجوء إلى الحل العسكري في الوقت الراهن غير مرجح، بل إنه يدعو إلى الابتعاد عن هذه السيناريوهات التي قد تزيد من تعقيد الأزمة، وتشعل نار الفتنة من جديد.

ولكن، إذا كان الحل العسكري مرفوضاً، فما البديل؟ هنا يجيب الصول بكل وضوح أن الحل الوحيد الذي يجب العمل عليه هو تشكيل حكومة موحدة تحظى بقبول كافة الأطراف الليبية، وتُفرض كأمر واقع ليتم قبولها من قبل المجتمع الدولي. هذه الحكومة ستكون اللبنة الأساسية لاستكمال المسار السياسي، والوصول إلى مرحلة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي طالما انتظرها الشعب الليبي.

وفي سياق حديثه، يشدد الصول على ضرورة توحيد الجهود الليبية في مواجهة التدخلات الغربية، وخاصة تلك القادمة من واشنطن. ويرى أن أي تقدم يمكن تحقيقه في ليبيا يجب أن يكون مبنياً على عمل ليبي-ليبي خالص، بعيدا عن الإملاءات الخارجية التي لا تهدف إلا إلى تحقيق مصالحها الخاصة على حساب الشعب الليبي.

على الرغم من كل التحديات، لا يزال الصول يأمل في أن تتمكن القوى الليبية من تجاوز خلافاتها والتوصل إلى توافق يفضي إلى حل دائم ومستدام. فليبيا اليوم بحاجة إلى أن تتوحد جهودها من أجل تحقيق هدف واحد: إخراج البلاد من حالة الفوضى وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس سليمة، بعيدة عن تأثيرات القوى الخارجية.

تصريحات الصول تأتي كتحذير واضح من استمرار الوضع الراهن، وتأكيد على أن الحلول الخارجية لم تجلب لليبيا سوى المزيد من التشتت والانقسام. إن كان هناك درس يجب أن يتعلمه الليبيون من تجربتهم، فهو أن الحل لا يمكن أن يأتي إلا من الداخل، وأن توحيد الصفوف والتوافق الوطني هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والسيادة في ليبيا.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24