ليبيا الان

الصغير يكشف تقلبات الطاهر السني وتجاوزاته القانونية

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

لطالما كانت الدبلوماسية الليبية ميدانًا للصراعات السياسية والتقلبات الولائية، حيث تسعى بعض الشخصيات إلى التمركز في مواقع السلطة بأي وسيلة ممكنة. من بين تلك الشخصيات التي أثارت الجدل بشكل واسع، يبرز اسم الطاهر السني، الذي بدأ مسيرته في وزارة الخارجية بموجب تعيين مباشر من قبل الوزير محمد الدايري، وهو تعيين لا يزال يثير الجدل بسبب مخالفته للقوانين الليبية.

في شهادة مباشرة، يروي الدبلوماسي السابق حسن الصغير، الذي شغل منصب وكيل وزارة الخارجية بالحكومة الليبية المؤقتة، كيف تم تعيين الطاهر السني في وزارة الخارجية من قبل الوزير محمد الدايري. السني، الذي لم يسبق له أن شغل أي وظيفة حكومية في الدولة الليبية، تم تعيينه رغم أنه يحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية، وهو ما يتعارض مع القوانين الليبية التي تحظر ازدواج الجنسية في المناصب الحكومية العليا.
لكن لم تقف المخالفات عند هذا الحد، إذ يشهد الصغير في منشور له عبر صفحته على “فيسبوك” رصدته “أخبار ليبيا 24”، بأن تعيين السني تم في منصب مترجم بمكتب وزير الخارجية، ومن ثم مُنح صفة “قائم بأعمال” طرف السفارات المقيمة في تونس، وهو مسمى وظيفي لا يوجد مثيل له في أي دولة أخرى حول العالم. تجاهل الوزير التحفظات القانونية والمهنية التي طُرحت من قبل الدبلوماسيين والمسؤولين، مضيفًا بذلك طبقة أخرى من التجاوزات في مسيرة السني.

إحدى اللحظات الحاسمة في مسيرة الطاهر السني كانت دوره في حوار الصخيرات، الذي كان من المفترض أن يعزز الحوار الليبي ويوحد الجهود بين الأطراف المتنازعة. ومع ذلك، وكما يشهد حسن الصغير، فإن السني خان الأمانة التي أُسندت إليه. بدلاً من أن يمثل الحكومة الليبية بحيادية ومصداقية، انقلب السني على حكومته وبدأ يعمل لصالح فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.
تأتي هذه الخيانة في سياق مسيرة مملوءة بالتقلبات السياسية، حيث كان السني قد أشاد في السابق بالقائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، وأكد على دوره المنقذ لليبيا، بل قال بأن انعقاد البرلمان وعمل الحكومة لم يكن ليتم لولا تدخل حفتر. ومع ذلك، سرعان ما غيّر السني موقفه واتجه نحو دعم السراج، في خطوة اعتبرها الكثيرون انتهازية سياسية تعكس غياب الثبات والولاء للمبادئ.

إن ما يميز مسيرة الطاهر السني، وفقًا لشهادة حسن الصغير، هو غياب الثبات على الولاء والمواقف. فالسني، الذي غيّر ولاءاته أكثر من مرة، لم يكن يتردد في التحول من دعم طرف إلى آخر بناءً على مصالحه الشخصية. هذه التقلبات ولّدت شكوكًا حول نواياه الحقيقية وجعلت منه شخصية مثيرة للجدل داخل الأوساط السياسية والدبلوماسية الليبية.

إذا ما أردنا تلخيص مسيرة الطاهر السني في بضعة كلمات، فإنه يمكن القول بأن الرجل لم يكن يعمل لخدمة ليبيا بقدر ما كان يسعى لخدمة مصالحه الشخصية. فبعد أن تقلّب بين المواقف والولاءات، وابتعد عن المبادئ التي ينبغي أن يتمتع بها أي دبلوماسي، استغل منصبه وعلاقاته لخدمة أجندات خارجية. ولم يكن السني ليكتفي بهذا، بل تطور الأمر إلى استجداء الدعم الأمريكي لضمان بقائه في السلطة.
في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” القطرية، يظهر السني بصورة تعكس محاولاته الحثيثة للبقاء في الواجهة السياسية، ولو كان ذلك على حساب مصلحة ليبيا. إذ لم يتردد في استرضاء الأمريكيين وغيرهم من القوى الدولية، في مسعى منه لضمان استمراره في منصبه بعد انتهاء مدة إيفاده المخالف أصلًا للقوانين الليبية.

وفي مقابل هذه التحركات الانتهازية، يبرز صوت حسن الصغير كصوت للحق. الصغير، الذي شهد بنفسه على تجاوزات السني وتحولاته السياسية، يقدّم شهادة لا لبس فيها حول طبيعة هذه الشخصية التي استطاعت بمهارة استغلال الفجوات القانونية والدبلوماسية لتأمين مصالحها الخاصة.
لا يهدف الصغير من شهادته إلى تصفية حسابات شخصية، بل إلى توضيح الحقائق ووضع النقاط على الحروف. فما دفعه إلى كتابة هذه السطور هو رؤيته للتلاعبات التي يقوم بها السني، والادعاءات التي يطرحها في الإعلام دون خجل أو وازع، وهو يعلم جيدًا بأنه يمثل ليبيا على الساحة الدولية.

في خضم هذه التحولات السياسية، يظل المشير خليفة حفتر شخصية محورية لا يمكن تجاهلها. فحفتر، الذي يمثل القوة الحقيقية التي تحافظ على وحدة ليبيا واستقرارها، كان ولا يزال رمزًا للإنقاذ في عيون الكثيرين. السني نفسه اعترف بدور حفتر المحوري في الحفاظ على البرلمان وعمل الحكومة الليبية، ولكنه سرعان ما انقلب عليه عندما وجد مصلحة أخرى أكثر جاذبية.
إن الدور الذي يلعبه حفتر في ليبيا اليوم لا يقتصر فقط على الجانب العسكري، بل يمتد إلى الجانب السياسي والدبلوماسي. فبفضل حفتر، استطاعت ليبيا أن تحافظ على بعض من استقرارها السياسي، ورغم كل التحديات، يظل حفتر الشخصية القوية التي يقف خلفها الكثير من الليبيين الذين يرون فيه المنقذ الوحيد لبلادهم.

في نهاية المطاف، يمكن القول إن مسيرة الطاهر السني تعكس التحديات الكبرى التي تواجه الدبلوماسية الليبية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد. وبينما يسعى البعض إلى تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة، يظل هناك من يدافع عن المبادئ والقيم الوطنية، مثل حسن الصغير، الذي لم يتردد في كشف الحقائق وتقديم شهادته حول شخصية أثارت الكثير من الجدل.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24