العنوان
وضع إنساني صعب عاشته مدينة سوسة الساحلية في شرق ليبيا قبل عام عندما ضربتها الفيضانات الناجمة عن “إعصار دانيال”، لكنها الآن بدأت تتعافى تدريجيا بفضل جهود الإعمار التي تقودها الحكومة الليبية من خلال صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا.
في يومي 10 و11 سبتمبر 2023 لم تسلم سوسة القابعة بين مرتفعات الجبل الأخضر وسواحل البحر الأبيض وتعود جذورها إلى القرن السابع قبل الميلاد، من الفيضانات التي ضربت شرق ليبيا؛ فنالها دمار كبير وخسائر بالأرواح.
حداد عام
ومع حلول الذكرى الأولى للمأساة دخلت بلدية سوسة، التي يصل تعدادها السكاني نحو 23 ألف نسمة، في حداد عام ونكست الأعلام على من قضوا نحبهم جراء الفيضانات.
وسوسة من بين المدن الأكثر تضررا بعد درنة من “إعصار دانيال” الذي جعل جل أحيائها مغمورة بالمياه وتقطعت السبل بينها والمدن المجاورة للوصول إليها آنذاك.
“استقبل أهالي مدينة سوسة الذكرى الأولى لإعصار دنيال بحجم كبير من الحزن والذكريات الصعبة”، يقول أحمد خليل مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام بالبلدية.
ويضيف متحدثا إلى “العنوان”: “يوم حزين جدا على المدينة والمجلس البلدي أعلن الحداد في يوم الذكرى الأولى”.
يوضح خليل بأن نسبة الدمار التي خلّفها الإعصار كانت كبيرة جدا داخل المدينة وخارجها، وبالكاد نجت المدينة من هوله، حيث قال لنا إن النسبة “بلغت نحو 85% حتى أن المدينة أُعلنت “منكوبة” من قبل الحكومة حينها”.
وحول حجم الخسائر البشرية يقول مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام ببلدية سوسة، إن العدد المسجل لدينا 15 وفاة، بينما يبلغ عدد المفقودين أكبر بذلك بكثير.
يسرد لنا خليل، بأن من بين من لقوا حتفهم جراء الفيضانات سائحين ليبيين من مناطق غرب البلاد مثل الزاوية وصرمان والعجيلات، كانوا موجودين في سوسة لحظة الفيضانات.
كان تدفق السيول، المنهمرة من الوديان نحوها، في تلك الأثناء، مدمرا جدا، واقتلع معه أشجارا من جذورها وجرف منازلا وسيارات في اتجاه البحر، ولم يكن بالإمكان حينها تجنب وقوع خسائر في الأرواح.
جهود فاعلة للجيش
في صبيحة الفاجعة الإنسانية، التي خلّفها الإعصار تقدّمت القوات المسلحة الليبية الصفوف، ودخلت إلى سوسة، يواصل خليل.
ويضيف: “قامت قوات الجيش الوطني بفتح المسارات والمختنقات في وجه المدينة وأدخلت المعونات الغذائية والدوائية بكميات كبيرة على وجه السرعة”.
ويقول خليل: “لقد كانت فضلها بعد الله عز وجل عظيما علينا”.
انطلاق عجلة الإعمار
وما أن انتهت عمليات انتشال جثث الضحايا ومعالجة الآثار العاجلة للسيول انطلقت الحكومة المكلفة من البرلمان في شرق ليبيا برئاسة أسامة حمّاد في معالجة آثار الدمار من خلال صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا في إطلاق المشاريع لإعادة الحياة بشكل كامل إلى سوسة وجميع المدن المنكوبة من السيول.
وحول ذلك يقول خليل، إن “مشاريع الإعمار أعادت الحياة إلى سوسة بنسبة 80 % في قطاعات التعليم والطرق والبنية التحتية بالكامل”.
ويضيف: “لدينا مشاريع انتهت وتمّ افتتاحها من بينها مقرّي هيئة السلامة الوطنية ومراقبة التربية والتعليم، بالإضافة إلى مدرستين تعليميتين”.
ويتابع خليل: “لاتزال حركة الإعمار مستمرة داخل المدينة وبعون الله ستفتح في الأيام المقبلة جميع المباني الخدمية بعد استكمال صيانتها”.
تاريخ عريق
وسوسة المعروفة في القدم بـ “أبولونيا” من المدن التي يفضل السياح زيارتها خاصة في فصل الصيف لجمال بحرها وطقسها وتاريخها القديم، إذ كانت إحدى عواصم إقليم المدن الخمس الأثرية “البنتابولس” أو “قورينائية” في برقة شرق ليبيا التي أسسها الإغريق وكانت مركزا لحضارتهم في أفريقيا.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا