ليبيا الان

روسيا تدعو لتوحيد المؤسسات الليبية ورفض تمديد ولاية البعثة الأممية

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في مداخلة جريئة أمام مجلس الأمن الدولي، أطلق مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، تحذيرات قوية تجاه الوضع الراهن في ليبيا، داعياً إلى إعادة توجيه البوصلة الدولية نحو حل شامل يُشرك جميع الأطراف الليبية. جاءت تصريحاته في ظل تصاعد الأزمة السياسية في البلاد، وتفاقم الانقسام بين القوى المختلفة، فضلاً عن المخاوف من أن تصبح ليبيا ساحة جديدة للصراعات بين القوى العالمية المتنافسة.

الحوار الشامل كحل وحيد

استهل نيبينزيا مداخلته بالتأكيد على أن الحل الوحيد للوضع الراهن في ليبيا يكمن في “عملية سياسية شاملة”، مشدداً على ضرورة إشراك كافة الأطراف الليبية في هذا الحوار، بما في ذلك ممثلين عن النظام السابق. هذا النهج يأتي في إطار رغبة روسيا في دفع نحو تحقيق مصالح مشتركة بين الليبيين بعيداً عن تدخلات الخارج أو فرض وصفات سياسية جاهزة.

وأشار إلى أن كل الحلول التي تأتي من الخارج دون توافق ليبي شامل محكوم عليها بالفشل، قائلاً: “لا يمكن تحسين الوضع في ليبيا من دون توافق يشمل جميع الأطراف، وأي محاولات لفرض أجندات خارجية ستزيد من تعقيد الأزمة”. ويُذكر أن نيبينزيا يعارض بشدة تمديد ولاية البعثة الأممية في ليبيا دون تعيين مبعوث جديد ذي صلاحيات كاملة، قائلاً إن هذا التأخير يعكس عجز المجتمع الدولي عن التصدي للأزمة بفعالية.

الانسحاب المتوازن للقوات الأجنبية

وفي إشارة إلى الوضع الأمني الهش في ليبيا، شدد نيبينزيا على أن انسحاب القوات الأجنبية والمسلحة يجب أن يتم بشكل متزامن وتدريجي، محذراً من أن أي انسحاب غير متوازن قد يؤدي إلى زعزعة التوازن الهش القائم حالياً في البلاد. وأكد أن روسيا “ستواصل تقديم الدعم الشامل لهذه العملية، لكن يجب أن يكون هناك انسحاب متوازن ومدروس، لتجنب الفوضى التي قد تنجم عن انسحاب غير مدروس”.

كما أشار نيبينزيا إلى أن توحيد القوات المسلحة الليبية أمر حيوي لتحقيق الاستقرار، مضيفاً: “توحيد القوات المسلحة مسألة ترتبط بشكل مباشر بالاستقرار، ولا يمكن تحقيق تقدم دون الوصول إلى اتفاق بين القوى المسلحة المختلفة”.

انتقادات للمواقف الغربية

وفيما يخص الاقتصاد الليبي، لم يتوانَ نيبينزيا عن انتقاد بعض الدول الغربية التي يبدو أنها تهتم بالنفط الليبي أكثر من اهتمامها باستقرار البلاد. وقال بلهجة لا تخلو من الاستياء: “لقد تفاجأنا بردود فعل بعض الدول الغربية على انقطاع إمدادات النفط وكأن شاغلها الوحيد هو الاستفادة من النفط الليبي”.

وأضاف: “الليبيون هم الأقدر على تحقيق استقرار إمداداتهم النفطية، ويجب ألا نسمح بأن تهيمن المصالح الانتهازية على معالجة الأزمة الليبية”. ويبدو أن نيبينزيا أشار هنا بشكل غير مباشر إلى أن بعض الأطراف الدولية لا تهتم سوى بالحفاظ على تدفق النفط الليبي إلى أسواقها دون الاكتراث للوضع السياسي أو الإنساني المتدهور.

مستقبل ليبيا بين التنافس الدولي والحل الأممي

وفي ختام تصريحاته، دعا نيبينزيا المجتمع الدولي إلى الابتعاد عن استخدام ليبيا كساحة للصراع بين الدول، مشدداً على أن “ليبيا يجب أن تكون بعيدة عن التنافس والصراع بين القوى الخارجية”، وأن “المجتمع الدولي يجب أن يركز على دعم العملية السياسية تحت مظلة الأمم المتحدة، دون تدخلات خارجية تعيق الحل”.

وأوضح أن روسيا تدعم دور الأمم المتحدة في حل الأزمة الليبية، لكنها تعارض تمديد ولاية البعثة دون تعيين قيادة جديدة: “لا يمكننا الاستمرار في هذه الفترة الانتقالية المطولة للبعثة الأممية، التي تُركت دون قيادة بعد رحيل باثيلي. علينا أن نتحرك بسرعة لتعيين مبعوث جديد يمتلك الصلاحيات الكاملة لإنجاز المهام العالقة”.

التطلع إلى مستقبل أكثر استقراراً

من خلال مداخلته، حاول نيبينزيا توجيه المجتمع الدولي نحو حل سياسي شامل يعتمد على توافق داخلي، بعيداً عن الوصفات الخارجية التي قد تعقد الأزمة أكثر. وفي الوقت ذاته، أكد على أهمية الحفاظ على سيادة ليبيا، من خلال احترام القرارات الوطنية وإبعاد البلاد عن التنافسات الجيوسياسية.

ورغم انتقاداته لبعض الأطراف الدولية، إلا أن نيبينزيا أبدى استعداد بلاده لمواصلة دعم العملية السياسية في ليبيا، من خلال تسهيل الحوار بين الأطراف الليبية، ودعم جهود توحيد المؤسسات المالية والعسكرية في البلاد. كما شدد على أن استمرار استقرار ليبيا مرهون بتعاون كافة الأطراف وتجنب اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى التصعيد.

إن خطاب مندوب روسيا لا يعكس فقط رؤية موسكو للأزمة الليبية، بل يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في تحقيق حل دائم ومستدام للأزمة التي باتت تؤرق المنطقة والعالم.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24