بعد إعلان القوائم النهائية للمرشحين، انطلقت عملية الدعاية الانتخابية في ليبيا وسط تطلعات حذرة وآمال كبيرة بتعزيز مشاركة الناخبين. وقد صرح عضو مجلس المفوضية العليا للانتخابات، عبد الحكيم الشعاب، في مقابلة تلفزيونية حول الخطوات القادمة وتطلعات المفوضية لنجاح العملية الانتخابية. وفي ضوء التحضيرات الجارية ليوم الاقتراع المقرر في 15 نوفمبر، تتزايد التحديات حول كيفية تفعيل دور البلديات وحشد الناخبين وتكثيف التوعية الانتخابية.
يوم 15 نوفمبر سيكون يوم الصمت الانتخابي، لكنه يأتي بعد أسابيع من الدعاية التي انطلقت لتضع المرشحين في سباق للوصول إلى الناخبين. يوضح الشعاب أنه رغم انطلاقة الدعاية، فإنها لم تصل بعد للمستوى المنشود. ومع ذلك، يشير إلى عدم وجود مخالفات من قبل المرشحين حتى الآن، وهو ما يعزز الشفافية، لكنه يشير أيضًا إلى الحاجة لتحسين مستوى الدعاية لضمان تأثير أكبر على الناخبين.
ورغم أن اليوم الثاني فقط من الحملة، إلا أن الشعاب يرى أن هناك خطة لدى المرشحين لاستقطاب الناخبين بأسلوب يرفع من مستوى الحملة، مع العلم أن البلديات لم تتفاعل بالشكل المطلوب بعد. ويأمل الشعاب في أن تأخذ البلديات دورًا أكبر في الأيام المقبلة، خصوصًا مع تزايد التحديات اللوجستية التي تواجه المفوضية.
التحدي الأكبر الذي تواجهه المفوضية، وفق الشعاب، هو ضمان مشاركة الناخبين في يوم الاقتراع. وقد أكد أن المفوضية مستمرة في نشر التوعية منذ انطلاق العملية الانتخابية، عبر التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب، بالإضافة إلى جهود المؤسسات الإعلامية التي ساهمت في البداية بدورها في توعية المواطنين.
وأشار إلى أن وزارة الثقافة والإعلام تلعب دورًا كبيرًا في توجيه الناخبين، مع التأكيد على ضرورة رفع مستوى التحفيز خلال هذه المرحلة الحساسة من العملية الانتخابية، وهو ما قد يسهم في تحسين نسبة المشاركة. كما لفت إلى أن يوم الاقتراع، كونه يوم سبت ويوم عطلة، يسهم في تيسير العملية، حيث سيتم تجهيز المدارس بدءًا من مساء الخميس، لتصبح مستعدة لاستقبال الناخبين.
ضمن التحضيرات، تقوم المفوضية حاليًا بإنهاء الترتيبات اللوجستية لتأمين عملية الاقتراع وتوزيع المراكز الانتخابية على البلديات، وذلك لضمان سلاسة وسرعة الاستقبال في يوم الانتخابات. الشعاب أشار إلى أن الخطة اللوجستية التي سيتم توزيعها تشمل إعداد المراكز وتغطية متطلباتها من وسائل الاستقبال وتجهيز المدارس، حيث ستكون هذه المراكز تحت إشراف البلديات بالتنسيق مع المفوضية.
وقد تم توجيه المؤسسات المحلية بالتعاون مع المفوضية لضمان الالتزام بمواعيد التحضير واستقبال الناخبين، مؤكدًا أن كل مرحلة قد مرت بنجاح حتى الآن، ويأمل الشعاب أن يتم يوم الاقتراع دون أي تحديات تعيق العملية الانتخابية.
لا تزال المفوضية العليا للانتخابات، بحسب الشعاب، تأمل في مشاركة الناخبين بشكل أوسع، وتدعو الجميع إلى تكثيف الجهود الإعلامية والتوعوية لضمان مشاركة قوية تعكس الإرادة الشعبية. وقد نوه إلى ضرورة رفع وتيرة النشاط الإعلامي لتشجيع المواطنين على المشاركة الفاعلة، بما في ذلك دور وزارة الثقافة والإعلام، الذي يشمل تنفيذ برامج توعوية ومبادرات لحث الناخبين على أهمية الحضور يوم الاقتراع.
كما دعا المؤسسات الإعلامية لزيادة الحشد والتركيز على البرامج التي تشجع على المشاركة، موضحًا أن الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام هو حاسم في توجيه المواطنين وتحفيزهم لاتخاذ قراراتهم بناءً على وعي ومعرفة كافية، وهو ما قد يُترجم إلى مستوى مشاركة يليق بتطلعات العملية الانتخابية.
مع اقتراب يوم الاقتراع، يجد الناخبون أنفسهم أمام فرصة للتعبير عن إرادتهم واختيار من يمثلهم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ ليبيا. الشعاب يدعو الجميع إلى استلام بطاقاتهم والحضور للتصويت، مشيرًا إلى أن المشاركة الواسعة ستُظهر للعالم صورة إيجابية عن الديمقراطية الناشئة في ليبيا وتعكس الوعي والمسؤولية الوطنية لدى الشعب.
تستمر المفوضية العليا للانتخابات في التنسيق مع البلديات والمؤسسات الإعلامية لتأمين جميع الاستعدادات اللوجستية اللازمة، مع التركيز على تسهيل وصول المواطنين لمراكز الاقتراع وتوفير بيئة ملائمة تضمن نزاهة العملية وسلامتها.
ختامًا، تعكس هذه الجهود تحديات وآمال تنتظر أن تجد صداها في إرادة الناخبين يوم الاقتراع، حيث يبقى الرهان الأكبر على وعي الشعب ورغبته في تحقيق تغيير حقيقي من خلال صندوق الاقتراع.