ليبيا الان

أهالي تاورغاء يرفضون قرار دمجهم ببلدية مصراتة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

مدينة تاورغاء، التي تحمل جراح الماضي وتطلعات المستقبل، تجد نفسها اليوم في مواجهة قرار سياسي أثار استياء سكانها. بيان صادر عن أهالي المدينة جاء ليعبر عن رفض قاطع لقرار رئيس الحكومة منتهية الولاية، عبد الحميد الدبيبة، بضم مدينتهم كفرع بلدي تحت مظلة بلدية مصراتة.

في بيانهم، شدد أهالي تاورغاء على أن مدينتهم تستحق الاستقلال الإداري كحق غير قابل للتفاوض. وأشاروا إلى أن قرار الدمج ينتهك إرادة أهالي المدينة التي لم تشارك في الانتخابات الماضية كجزء من بلدية مصراتة، ما يعكس تطلعاتهم للانفصال الإداري والسياسي عنها.

كما أكد البيان أن مطالب تاورغاء لا تقتصر على الاستقلال الإداري فقط، بل تمتد إلى قضايا أكثر عمقًا، منها:

لم يكن بيان أهالي تاورغاء مجرد إعلان رفض، بل حمل في طياته دعوة واضحة لمؤسسات الدولة، بما في ذلك مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة والنائب العام والمفوضية الوطنية العليا للانتخابات. وطالب البيان هذه المؤسسات بالعمل على احترام إرادة الجماهير وتحقيق تطلعاتهم. كما شدد على ضرورة تدخل البعثة الأممية لدعم هذه المطالب وضمان تطبيقها على أرض الواقع.

رغم رفضهم لقرار الدمج، أكد أهالي تاورغاء تمسكهم بالتعايش السلمي مع كافة المدن المجاورة، بما في ذلك مصراتة. غير أن هذا التعايش، بحسب البيان، يجب ألا يتعارض مع حقهم في أن تبقى مدينتهم مستقلة إداريًا، على غرار المدن الليبية الأخرى.

قرار حكومة الدبيبة بضم تاورغاء كفرع بلدي لمصراتة يثير تساؤلات حول خلفياته وأهدافه. فبينما قد يُنظر إليه كمحاولة لتعزيز الوحدة الإدارية، يرى منتقدوه أنه تجاهل صريح للخصوصية التاريخية والاجتماعية للمدينة. هذا القرار قد يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية في ليبيا، خاصة إذا ما قوبل بمزيد من الرفض الشعبي.

مدينة تاورغاء ليست مجرد مدينة، بل تمثل رمزًا للمصالحة الوطنية في ليبيا. سكانها الذين عانوا من النزوح والحرمان، يسعون اليوم لإعادة بناء حياتهم واستعادة مكانتهم كمكون أساسي في النسيج الوطني الليبي. إلا أن القرارات السياسية غير المدروسة قد تقوض هذه الجهود وتعيد إشعال التوترات بين المجتمعات.

إن تحقيق الاستقرار في ليبيا يتطلب مراعاة تطلعات جميع المدن والمجتمعات، بما في ذلك تاورغاء. ينبغي لحكومة الدبيبة أن تأخذ بعين الاعتبار خصوصية المدينة وأن تعيد النظر في قراراتها بطريقة تحترم إرادة سكانها. كما يتعين على المجتمع الدولي أن يلعب دورًا أكبر في دعم جهود المصالحة وإعادة الإعمار.

في النهاية، يظل صوت أهالي تاورغاء رسالة قوية تعبر عن الإصرار على الحقوق، وتجدد الأمل في بناء مستقبل تسوده العدالة والمساواة لجميع الليبيين.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24