شهدت مدينة سبها، الواقعة في قلب الجنوب الليبي، اجتماعًا رفيع المستوى بين الجيش الوطني الليبي بقيادة الفريق ركن صدام خليفة حفتر، رئيس أركان القوات البرية، ووفد أمريكي رسمي ضم المبعوث الخاص إلى ليبيا، السفير ريتشارد نورلاند، والقائم بأعمال السفارة الأمريكية، جيرمي برنت.
هذا اللقاء، الذي يعكس أهمية الجنوب الليبي كمنطقة استراتيجية، جاء في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التعاون بين ليبيا والولايات المتحدة، خاصة في مجالات تخدم المصالح المشتركة للبلدين.
لم يكن اختيار سبها، إحدى أبرز مدن الجنوب، محض صدفة. فالمدينة تشكل بوابة نحو الصحراء الشاسعة، حيث تتشابك القضايا الأمنية والاقتصادية، مما يجعلها نقطة محورية لأي مبادرات تهدف إلى تحقيق الاستقرار.
ناقش الطرفان قضايا تتعلق بالتعاون الأمني والاقتصادي، مع التركيز على مكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية، وهي تحديات تمثل أولوية للجانبين. كما استعرض الجانبان فرص تعزيز الشراكة بما يدعم المصالح الثنائية، وسط تأكيد أمريكي على التزامها بمساعدة ليبيا في تحقيق الاستقرار والازدهار.
صرح السفير نورلاند عقب الاجتماع:
من جهته، أكّد الفريق صدام حفتر أهمية استمرار التعاون مع الولايات المتحدة كجزء من استراتيجية الجيش الليبي لتعزيز الأمن والتنمية. ورأى أن الشراكة مع القوى الدولية، وفي مقدمتها واشنطن، ستسهم في مواجهة التحديات الإقليمية.
يتزامن هذا الاجتماع مع تصاعد التوترات السياسية في ليبيا، ما يعكس رغبة كلا الطرفين في تحويل التعاون العسكري إلى قاعدة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي. كما يبعث الاجتماع برسالة واضحة عن انفتاح الولايات المتحدة على دعم القيادة العامة في مجالات تتعدى الأمن إلى التنمية الاقتصادية.
يمثل الجنوب الليبي، رغم تحدياته التنموية، نقطة انطلاق محتملة لبرامج شاملة تعيد التوازن إلى المشهد الليبي. ويبدو أن هذه المحادثات تفتح الباب أمام مزيد من المبادرات، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة، التي يمكن أن تعزز التكامل بين مناطق ليبيا المختلفة.
يجسد اجتماع سبها خطوة نوعية في مسار الشراكة بين ليبيا والولايات المتحدة. ومع تأكيد الجانبين على التزامهما بتحقيق الاستقرار والازدهار، يبقى التحدي في ترجمة هذه التصريحات إلى سياسات عملية تدفع بعجلة التنمية والأمن في البلاد نحو الأمام.
